عبدالعزيز العمري - جدة

مع اقترابه من مدار الالتقاط حول المريخ إيذاناً بنجاح أول مهمة عربية لاستكشاف الكواكب، وصف مختصون «مشروع الأمل» الإماراتي لاستكشاف الكوكب الأحمر، بأنه فرض واقعاً جديداً للطموحات الفضائية العربية، مشددين على أهمية تضافر الجهود وتسخيرها لتطوير التعاون العربي المشترك في مجال قطاع استكشاف الفضاء.

وبيَّن رئيس قطاع العمليات وبرامج الفضاء في الهيئة السعودية للفضاء م. ماجد العنزي، في ندوة نظمتها وكالة الإمارات للفضاء، بمشاركة الهيئة السعودية للفضاء، عن بعد أمس، أنه جرى بالمملكة وضع إستراتيجية لتوطين صناعة الفضاء ضمن مسارين هما تأهيل الكوادر الوطنية العلمية والأكاديمية بابتعاث الشباب والشابات إلى مؤسسات رائدة في علوم الفضاء، إضافة إلى تجهيز البنية التحتية لصناعة الفضاء.

وقال: «ننظر في الهيئة السعودية للفضاء إلى مهمة مسبار الأمل بأنها استكمال للخطوات، التي بدأتها المملكة في ريادة الفضاء على المستوى العربي والإقليمي، وهي عمل تكاملي بين دولة الإمارات الشقيقة والمملكة».

ولفت إلى حاجة المشاريع الفضائية إلى تمويلات ضخمة، وهو تحدٍ يعزز أهمية التعاون الدولي وإبرام التحالفات لمشاركة الخبرات.

وأوضحت قائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» في مركز محمد بن راشد للفضاء م. حصة المطروشي، أن فريق عمل المشروع استعد منذ سنوات لهذه اللحظة الحاسمة بسيناريوهات عدة للتعامل مع مختلف الحالات.

ولفتت إلى أن أول مسبار إماراتي عربي لم يبدأ من الصفر، بل بني على المنجزات العلمية العالمية في قطاع استكشاف الفضاء، مشيرة إلى أن مهمة المسبار تشمل اكتشاف ديناميكية الغلاف الجوي لكوكب المريخ وتكوين طبقاته، خاصة مكونات الأكسجين والهيدروجين، اللذين يشكلان المكونين الأساسيين للماء الذي هو أساس الحياة.

وقالت المطروشي: «حرصنا خلال بناء المسبار على تطوير خبراتنا ومهاراتنا من خلال 200 تصميم جديد في المسبار، وكان 34 % من أعضاء الفريق من السيدات، كما احتوى المشروع على برامج تستهدف الطلبة والمعلمين وأساتذة الجامعات والباحثين، فوصلت إلى أكثر من 60 ألف شخص، جلهم من الشباب الذين هم مستقبل الإمارات والوطن العربي، وستتوافر البيانات على مستوى محلي وإقليمي ودولي لأكثر من 200 جامعة ومعهد ومركز بحثي حول العالم».

من جهته، أوضح رئيس المهمات الفضائية بوكالة الإمارات للفضاء م. عبدالله المرر، أن الوكالة واصلت دورها المحوري في الإشراف العام وتمويل مشروع المسبار والدعم المستمر له على كل المستويات، بما في ذلك دعم تصنيع 66 قطعة محلياً من مكونات «مسبار الأمل» بالشراكة بين الوكالة ومركز محمد بن راشد للفضاء، كما يتواجد فريق من مهندسي الوكالة ضمن فريق عمل المشروع منذ انطلاقته الأولى وفي كل مراحله وصولاً إلى دخول المدار العلمي للمسبار حول المريخ.