أمجاد سند - الدمام

جهود لإنتاج خرسانة باستخدام مواد معاد تدويرها بدلا من الأسمنت والبحص

قال الباحث في مجال الاستدامة والخرسانة والمهتم بنشر ثقافة تصميم المسكن والمواد المستدامة أحمد العويس، إن المقصود بالاستدامة تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم في المستقبل، مشيرًا إلى أن هناك عدة تعاريف لمصطلح الاستدامة، حيث تم الإفراط في استخدام المصطلح ليحقق العديد من الأهداف.

نموذج جديد

وأوضح أنه منذ تسعينيات القرن العشرين، ظهرت التنمية المستدامة كنموذج جديد للنمو الاقتصادي، وكانت البيئة المبنية والعمارة والعمران من بين القطاعات الجوهرية التي تدخلت لتحقيق التنمية المستدامة.

أول تعريف

وأضاف إنه قد تم تعريف التنمية المستدامة لأول مرة في برونتلاند، وذلك في تقرير بعنوان «مستقبلنا المشترك بالتنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة أجيال المستقبل على تلبية احتياجاتهم الخاصة»، قائلًا: وهذا التقرير تم كتابته من منظور اقتصادي، حيث إن تدهور جودة البيئة وتقلصها يمكن أن يعيق إمدادات الموارد الطبيعية المحدودة في المستقبل.

نمو اقتصادي

وأوضح أن الاستدامة بدأت كهدف لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، ويجري تحويلها في الوقت الحاضر إلى تخصصات دقيقة، مبينًا ذلك بقوله: هذا يصل بنا إلى أن التصميم المستدام يبدأ من الإلمام وتطبيق أبجديات العمارة المستدامة، وهي المعمارية التي تسعى إلى تقليل التأثير البيئي السلبي للمباني من خلال الكفاءة والاعتدال في استخدام المواد والطاقة ومساحة التطوير.

الاقتصاد الاستهلاكي

وعن المواد المستدامة، قال إنها المواد المستخدمة بجميع أنحاء الاقتصاد الاستهلاكي والصناعي لدينا، التي يمكن إنتاجها بأحجام مطلوبة دون استنفاد الموارد غير المتجددة، ودون الإخلال بتوازن الحالة المستقرة للبيئة.

الموارد الطبيعية

وبيَّن أن أنظمة الموارد الطبيعية الرئيسة والمواد المتجددة هي غالبًا مصنوعة من موارد طبيعية يمكن تجديدها جيلًا بعد جيل، مثل المنتجات القائمة على الخشب، فهي قابلة للتجديد لأن الأشجار تنمو مرة أخرى عندما تتم إدارة الغابات على نحو مستدام، وتُزرع المزيد من الأشجار، وبالتالي يُعاد زراعة أشجار أكثر مما يتم حصاده، كذلك المنتجات القائمة على الصوف، مثل السجاد وبعض قطع الأثاث.

إعادة التدوير

وأضاف إن هناك منتجات يعاد تدويرها، لذلك يتجه المهتمون باستدامة مواد البناء إلى إعادة استخدام بعض المواد، أو إعادة تدوير بعض مخلفات مواقع البناء والمخلفات الصناعية، على أن تحقق اشتراطات البناء قبل أن يتم استخدامها.

خرسانة مستدامة

وقال العويس: قد ينتج عن إنتاج طن واحد من الأسمنت انبعاث نحو 800 كيلو جرام من ثاني أكسيد الكربون، ووفقًا لدراسة السوق التي أجرتها مجموعة فريدونيا في عام 2019، بلغ الطلب العالمي على الأسمنت 5.1 مليار طن، ما يعني أن أكثر من 2.5 مليار طن من المياه، وأكثر من 11 مليار طن من البحص ستستخدم لتحويل هذا الأسمنت إلى خرسانة «المنتج النهائي»، ومع ذلك فإن الأسمنت والخرسانة من أهم المنتجات في عالم البناء، ولا يمكن الاستغناء عنهما، لذلك يكرس الباحثون في شأن الاستدامة أبحاثهم في محاولة لصنع خرسانة مستدامة، يتم استخدام مواد معاد تدويرها في صناعتها، ويتم استخدام المواد البوزولانية «مخلفات صناعات الحديد والسيليكون» بدلًا من الأسمنت، وركام مخلفات مواقع الهدم بعد معالجته بدلًا من البحص الطبيعي.

المنافسة الحالية

ويرى العويس أن المنافسة الحالية في عملية جمع ثاني أكسيد الكربون من الصناعات المختلفة، والنجاح في تحويله إلى منتج خفيف الوزن ومقاوم للحريق والماء، ويمكن استخدامه كمادة بناء، هو أحد تحديات الحاضر، وجزء كبير من مستقبل الاستدامة في مواد البناء.