د. شلاش الضبعان

الحقيقة أن ما يجري من بعض المتنزهين في وعلى البحر أو في برارينا الجميلة لا يسر قريبا ولا بعيدا، ولا يتوافق أبداً مع ديننا الذي حذر من الضرر والضرار، وجعل إماطة الأذى عن الطريق صدقة، ولا مع قيمنا وعاداتنا التي تقدر النعم وتبادل البر والبحر بالمعروف، فالبحر قدم لآبائنا البحارة ولنا ولا يزال يقدم الكثير والكثير، والبر عاش البدوي يكسب من صيده ونباته ما يعينه على مواجهة ظروف حياته، وما زال يسرنا ويسعدنا في ربيعه وصيفه ولذلك فهما لا يستحقان ما يفعله البعض بهما.

والأسوأ عندما يكون العابث أحد أربعة:

بحار أو ابن بحار يعلم أهمية البحر وحاجته إليه فيعبث ببحره، وراعي أغنام يلقي كيس الشعير وتموت الشاة فيتركها في مكانها رغم أنه المتضرر الأكبر، وعاشق للبر أو البحر لا يمكنه الغياب عنهما فيتلف المكان الذي يسعده وسيعود إليه، وامرأة في الأصل أنها هي من تراعي النظافة وتقودها، ومع ذلك عندما تغادر عائلتها تجدها قد تترك طعامها ومخلفات صغارها في المكان، وكلهم أعانه الله على الدعوات التي تنطلق عليه ممن بعده.

حفظاً لحقوق البيئة بصورة عامة، فإن كل ما يبادل وفاء البر والبحر بالوفاء هو أمرٌ يجب أن نبتكره ونسهم فيه ونشكر كل من يقوم عليه، فلا يذكر الفضل لذوي الفضل إلا ذوو الفضل، ولا يستشعر مخاطر العبث إلا العقلاء.

شكراً لأمانة المنطقة الشرقية والأفاضل والفاضلات المتطوعين في حملة «شيل كيستك ونظف ديرتك» التي يشارك فيها 500 متطوع ومتطوعة بمعدل أكثر من 7000 ساعة تطوعية، وتستهدف تنظيف الشواطئ والمنتزهات والطرق العامة ومداخل المدن والأحياء والمنتزهات البرية وتوعية مرتادي المراكز التجارية إضافة إلى إطلاق حملات توعوية تثقيفية عبر منصات التواصل الاجتماعي تسهم في المحافظة على بيئتنا، ودعت أمانة المنطقة الشرقية الجميع للمشاركة والتفاعل مع الحملة التي تصب في مصلحة الجميع، وتنطلق كل يوم سبت من آخر كل شهر بهدف ضمان مشاركة أكبر.

لعل هذا المقال من المشاركة والتفاعل، فلكل مواطن ومواطنة الفخر أن يكون من ضمن هذه الحملة، فهي لنا وبنا ولسمعتنا وأجيالنا.

@shlash2020