عبدالرحمن المرشد

نسمع ونشاهد يوميا الكثير من الإعلانات التي تتحدث عن التدريب وأهميته وضرورة عقد دورات متخصصة في مختلف المجالات، تلك الإعلانات تقوم عليها معاهد تجارية بحتة لا تعلم في مجال التدريب شيئا وتوظف أشخاصا يقومون بهذه المهمة في إعطاء الدورات لا ناقة لهم ولا جمل في الموضوع الذي يتحدثون عنه، وبالتالي يخرج المتدرب صفر اليدين بدون نتيجة.. مجرد ورقة حصل عليها تؤكد حضوره يطلق عليها شهادة لن تفيده في مجال تخصصه بتاتا ولن تحقق فائدة للمجتمع.

السوق مليء بتلك المعاهد وفي كافة التخصصات.. قرأت إعلانا لمركز يدعي أن لديه شخصا خبيرا في الأدوات الموسيقية ويعطي دورات متخصصة في ذلك الفن، بينما من يعرف هذا الشخص يعلم تماما أنه مجرد متطفل استغل الفراغ الموجود ليسوق وهمه على الناس.

سأتحدث عن الإعلام بحكم محبتي وهوايتي، تلك المراكز أو المعاهد سمها ما شئت تم إنشاؤها للبحث عن المادة بالدرجة الأولى والثانية والثالثة، أما موضوع الفائدة للمتدرب فلا حضور له مطلقا.. البحث عن الفائدة المادية مطلوب ولن أطلب من تلك المعاهد أن تخسر ولكن المسألة تكاملية بمعنى أستفيد وأفيد من خلال إحضار الشخص المناسب المتخصص لينقل خبراته للدارس والدارسة، وبالتالي سيتطور سوق العمل من خلال ضخ متدربين ومتدربات يملكون المهارة ويساهمون في النمو والتطور الذي يشهده البلد.

أغلب الدورات التي تعقد في مجال الإعلام يتصدر لها غير متخصصين، وفي الغالب أشخاص لا يملكون مهارات العمل الإعلامي بل لم يعملوا في هذا المجال بتاتا، مجرد حضور في بعض القنوات للحديث عن مواضيع معينة وبعد ذلك تحول إلى خبير إعلامي ينظر ويتحدث في مجال لا يفقه منه شيئا.

من وجهة نظر شخصية أعتقد لا يوجد مراكز متخصصة احترافية في تقديم العمل الإعلامي بكافة أشكاله سوى معاهد معدودة على أصابع اليدين وأما البقية فهي مجرد تكملة عدد تضر ولا تنفع، ومن أبرز الجهات المميزة وكالة الأنباء السعودية التي تقدم دورات لموظفي الجهات الحكومية وهو جهد يشكرون عليه وبعض المواقع الأخرى يضاف إليها المولود الحديث في مجال التدريب الاحترافي الذي أنشأته (دار اليوم) ليشكل عقدا مهما يتزين به الإعلام السعودي.

almarshad_1@