ترجمة: إسلام فرج

قد يعيدهما إلى المواجهة على غرار 1962

قال موقع «آسيا تايمز» إن الصين تخاطر بحرب مياه في جبال الهيمالايا مع الهند.

وبحسب تقرير للموقع، تهدد خطة الصين بإنشاء سد على نهر يارلونغ زانغباو، أعلى نهر في العالم، بإشعال نزاع مع الهند.

وأردف التقرير يقول: تتحول التوترات بين الصين والهند في جبال الهيمالايا من المواجهة والصراع على الأراضي الحدودية المتنازع عليها إلى صراع يحتمل أن يكون أكثر زعزعة للاستقرار بشأن تدفقات المياه من أعلى سلسلة جبال في العالم.

وأشار إلى أن جوهر القضية هو خطة الصين لبناء سد ضخم على نهر يارلونغ زانغباو، الذي يتدفق عبر التبت ويصبح في نهاية المطاف براهمابوترا عندما يدخل الهند.

ومضى التقرير يقول: لا توجد تفاصيل فنية دقيقة، لكن تقارير وسائل الإعلام الإقليمية تشير إلى أنه من المحتمل أن يقزم سد الممرات الثلاثة الضخم على نهر اليانغتسي ويولد 3 أضعاف الكهرباء القابلة للتوزيع في الصين.

تقاسم المياه

وتابع: تمضي خطة سد يارلونغ زانغباو قدماً دون أن تناقش الصين أو تدخل في اتفاقيات لتقاسم المياه مع الهند أو بنغلاديش.

وأردف يقول: يتبع افتقار الصين الواضح إلى المشاورات مع جيران المصب نمطًا أثار بالفعل الجدل والقلق في جنوب شرق آسيا.

وأضاف: أقامت الصين 11 سدا عملاقًا على نهر ميكونغ، مما تسبب في تقلب مستويات المياه هناك على نطاق واسع دون إشعار مسبق في ميانمار ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام.

وبحسب التقرير، في أواخر ديسمبر الماضي، خفضت الصين تصريف المياه من السد لاختبار معداتها بالقرب من بلدة جينغهونغ في مقاطعة يوننان الجنوبية من 1904 متر مكعب إلى 1000 متر مكعب في الثانية.

وتابع بقوله: استغرقت الصين ما يقرب من أسبوع لإعلام دول المصب بالخطوة، والتي لم تكن وقتًا كافيًا لدول المصب للاستعداد، مما أدى إلى حدوث اضطرابات في الشحن والتجارة. كانت مستويات المياه قد انخفضت بالفعل بمقدار متر في شيانغ ساين في تايلاند، حيث يشكل نهر ميكونغ الحدود مع لاوس.

كسب تنازلات

وأضاف: تم الإعلان الصيني فقط بعد أن أخطر برنامج ميكونغ دام مونيتور التابع لبرنامج جنوب شرق آسيا التابع لمركز ستيمسون بواشنطن، والذي يستخدم صور الأقمار الصناعية لمراقبة مستويات المياه على طول النهر، لجنة نهر الميكونغ، وهي منظمة تعاون إقليمي ليست الصين عضوًا فيها.

وأردف يقول: يعتقد بعض المحللين أن الصين تستخدم نفوذها على تدفقات المياه كعصا لكسب تنازلات من دول جنوب شرق آسيا المصب في قضايا أخرى، بما في ذلك ما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق. ومضى يقول: من الممكن أن تحاول الصين إقامة ديناميكية مماثلة مع الهند من خلال سد يارلونغ زانغباو. ولكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لتقاسم المياه، فقد يتسبب السد في صراع بين البلدين في المستقبل.

وتابع: بعد وقوع اشتباكات قاتلة بين القوات الهندية والصينية في لاداخ بجبال الهيمالايا الغربية في يونيو من العام الماضي ومواجهة حدودية في عام 2017 بالقرب من الحدود مع بوتان، يتصاعد الغضب في الهند بشأن مخطط الطاقة الكهرومائية الذي تقرره الصين من جانب واحد.

وبحسب التقرير، فإن افتتاحيات الصحف الهندية ومراكز الفكر الخاصة تتفق على أن السد سيؤثر سلبًا على سبل حياة مجتمعات المصب. ومضى التقرير بقوله: في بنغلاديش، التي تقيم علاقات ودية مع الصين، كانت هناك أيضا احتجاجات على سد يارلونغ زانغباو.

مشروع مقلق

وأردف: في الأول من ديسمبر الماضي، نقلت رويترز عن شيخ روكون، الأمين العام لمنظمة «ريفرين بيبول»، المعنية بالبيئة في بنغلادش قوله: يجب إجراء مناقشات متعددة الأطراف قبل أن تبني الصين أي سدود، وجيران الصين عند المصب لديهم سبب مشروع للقلق، حيث إن السد يمكن أن يوقف تدفق المياه.

وأشار التقرير إلى أن الجدل حول المياه يزيد من حدة المشاعر المعادية للصين في الهند، وبالتالي يمكن أن يكون لها تأثير على الأمن الإقليمي. وأضاف: تطالب الصين بمعظم ولاية أروناتشال براديش الهندية، حيث يتدفق نهر براهمابوترا عبر الحدود، وتشير إليها باسم «جنوب التبت».

وتابع: في عام 1962، خاضت الهند والصين حربًا حدودية قصيرة ولكنها مريرة في تلك المنطقة، وعلى الرغم من أن الوضع كان سلميًا في الغالب منذ ذلك الحين، إلا أن الحدود الفعلية لا تزال غير محددة ومعسكرة بشدة من كلا الجانبين.

وأردف يقول: ربما في محاولة منها للتحقق من دفاعات الهند، أو رغبة في استفزاز يهدف إلى التأكيد على مطالبها الإقليمية، قامت القوات الصينية في السنوات الأخيرة بتوغلات متكررة عبر الحدود.

وتابع: في الأسبوع الأول من شهر يناير، في استجابة واضحة، أعلنت نيودلهي عن سلسلة من مشاريع بناء الطرق الجديدة في أروناتشال، والتي من الواضح أنها تهدف إلى تعزيز سيطرة الهند على الأراضي التي تطالب بها الصين.

وأضاف: منذ المواجهة في لاداخ، أقامت الهند أيضا المزيد من البؤر الاستيطانية على طول خط السيطرة الفعلي البالغ طوله 1126 كيلومترًا، والذي يفصل أروناتشال عن التبت التي تسيطر عليها الصين.

تشكيلات عسكرية

وتابع: قبل ذلك، في عام 2017، أعلنت الهند أنها ستنشئ منطقتي إنزال متقدمين في شمال أروناتشال، وذلك بعد أن أعادت الصين تسمية 6 أماكن في أروناتشال لجعلها تبدو صينية.

وأردف: من جانبها، بدأت الصين في بناء خط سكة حديد يمتد موازيًا لحدود أروناتشال ويربط مدينة تشنغدو في مقاطعة سيتشوان الصينية بمدينة لينزي في التبت. وسيكون هذا ثاني مشروع سكة حديد يربط التبت ببقية الصين، وأولها الخط الممتد من شينينغ في مقاطعة تشينغهاي إلى لاسا عاصمة التبت، والذي اكتمل في عام 2005.

وأضاف: من الواضح الآن أن تطورات البنية التحتية والتشكيلات العسكرية ونزاعات تقاسم المياه الآن في المنطقة تعمل على تقوية المواقف الهندية تجاه الصين، والعكس صحيح بينما تتحرك الهند لحظر التكنولوجيا الصينية.

واختتم بقوله: إذا مضت الصين قدما في مشروع سد يارلونغ زانغباو، فإن مشاعر العداء ستتزايد بالتزامن مع تناقص تدفق المياه في اتجاه مجرى النهر إلى الهند. وقد يكون هذا هو الشرارة التي تدفع العملاقين الآسيويين إلى تكرار مواجهتهما المصيرية التي وقعت عام 1962.