محمد العصيمي

بعد حديث سمو ولي العهد، حفظه الله، عن الرياض القادمة و(الهائلة) لا أتخيل أن كاتبا، حينها، سيجلس إلى كرسيه ولا يكتب عن هذه المدينة التي قفزت من 150 ألف ساكن إلى ما يربو على 7 ملايين نسمة. والتي كانت عبارة عن مجموعة شوارع معروفة ومعدودة وجسور حديدية مؤقتة ثم هاهي تناجز أهم مدن العالم في شوارعها وجسورها وأنفاقها، والمترو الذي يعبرها من أقصاها إلى أقصاها. في صباي كان أهم مطعم في الرياض هو مطعم (كنتاكي) في شارع الوزير، وكان هو مزارنا أيام الأعياد لنحتفل بطعم الدجاج الذي يختلف عن طعم دجاج بيوتنا، والآن أنت لا تستطيع أن تقرر ببساطة أي مطعم سوف تتعشى به الليلة لكثرتها وجودتها وتنوعها.

في صباي، أيضا، اشتريت لوالدتي، رحمها الله، أرضا ناحية الشرق فيما يسمى الآن حي الخليج. كان سعرها 25 ألف ريال وعلى شارعين، ووقتها حدث بيني وبين خالي خلاف كبير حين اعترض على شراء هذه الأرض الواقعة في (البر) وبأني أتعامل مع دراهم أمي الشحيحة بلا مسؤولية.

هذا وغيره تذكرته حين كنت أستمع إلى المتحدثين في جلسات مبادرة مستقبل الاستثمار، المخصصة لرياضنا ورياض العرب، التي لم «تغفو» أو تتثاءب منذ تولى مقاليد أمرها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله. والآن هانحن أمام الرياض الموعودة في مستقبلها، بزيادة عدد سكانها، واتساع رقعتها، ونماء أعمالها التجارية، لتواصل، على أسس علمية واضحة ودقيقة، مساهمتها في الاقتصاد والناتج المحلي للمملكة.

المدن في هذا العالم، كما عرفناها شرقا وغربا، مؤثر كبير ومهم في جاذبية الاستثمار وبناء الاقتصاد الناجح لأي دولة. وكلما كانت هذه المدن أجود في بنيتها التحتية، وأرقى في أساليب المعيشة لسكانها وزوارها، كسبت مزيدا من حظوظ النماء والازدهار. وهذه، بالضبط، هي الرياض، الأجود والأرقى والأحق بالمنافسة مع مدن العالم الأول.

@ma_alosaimi