غدير الطيار

حقيقة لا أحد ينكر أهمية التعليم في بناء الأمم وتخريج جيل فاهم مهتم بجوانب الحياة المختلفة، علاوة على الوعي والإدراك والقدرة على التميز، ويكمن ذلك كله بالمناهج ومواكبتها مع الخطة المطورة للحياة، واستيعابها للتطورات، التي تحدث، وتميز العصر الحالي بعدد من المتغيرات المعرفية والتكنولوجية، التي تؤثر على الشخصية ولا نغفل دور المنهج، حيث يكتسب المنهج أهميته من أهمية العملية التعليمية، فالمنهج أحد عناصرها المترابطة والمتبادلة العلاقة مع العنصرين الآخرين، وهما المعلم والمتعلم. وهي في الحقيقة وسيلة التطور والبقاء للأمم. وكذلك خطة وزارة التعليم والمتعلقة بالمقررات الدراسية ودور الوزارة في تميز الأجيال، وتطور فكرهم وبعدهم عن كل ما يشوش الفكر البشري.

وفكرة تطوير المنهج المدرسي للطلاب والطالبات جميل ولا نقتصر فقط على طلاب التعليم العام، بل أيضا الطلاب الجامعيين، وما ينبغي أن يعطى للطلاب والطالبات من مواد هادفة سليمة بعيدة كل البعد عما يُغير فكرهم.

وبالفعل هذا يعتبر خطوة جميلة وتطويرية يستحقها التعليم ويستحقها الطلاب، نعم خطوة تؤكد عزم الوزارة على التطوير، بما يتسم بفاعلية في تحقيق أهداف برنامج تعزيز الشخصية السعودية وبناء قيم الإيجابية والمرونة، والمساهمة في بناء المواطنة، التي تستشعر مسؤوليتها تجاه الوطن والعالم من حولها اجتماعياً وثقافياً، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.

إن من مضامين الخطة الدراسية الجديدة التطبيق الأول لمواد الدراسات الإسلامية المطوّرة مع تعديل في وزنها النسبي، وزيادة الوزن النسبي في مواد الرياضيات والعلوم، وتخفيض الوزن النسبي لمواد اللغة العربية، والتربية الفنية، والتربية البدنية للبنين، والتربية الأسرية للبنات بنسب مختلفة، وحذف حصص النشاط، والتركيز على تطوير المهارات من خلال زيادة التطبيقات الكتابية، وهذا هو المطلوب المهارات وتطويرها للأجيال مهم، خاصة في عصر التكنولوجيا.

لذا ننادي بتنمية الأفراد في إطار قدراتهم وميولهم وتقوية ما لديهم من طاقات خلاقة، وتوجيه هذا كله لصالح المجتمع في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كذلك العمل على غرس المواطنة الصالحة في نفوس الأجيال، والحب والولاء لتلك القيادة، التي بذلت وتبذل من أجل وطنها ومواطنيها.

وبالمختصر نقول إن المناهج التعليمية تعد من أقوى الأدوات في تحقيق آمال الوطن والشعب وتطلعاتهم، ونلاحظ ما من أمة سعت إلى التقدم والتطور والنماء، والسبق في أي مجال من المجالات إلا وعكفت على مراجعة وتطوير مناهجها وخير مثال في ذلك: تجربة الولايات المتحدة في مراجعة وتطوير مناهج العلوم والرياضيات سعيا لمنافسة روسيا في ارتياد الفضاء.

واختم مقالي بتأكيدي على حرص الوزارة، وفي مقدمتها وزير التعليم على الأجيال، لذا لا بد من أن نضع الخطوات الصحيحة لتنفيذ مثل‏ تلك المناهج، التي ستغير تفكير أجيالنا، وستصنع مجتمعًا وشبابًا قادرًا على مواجهة التحديات، التي تعصف بنا، وأن نجعل التعليم يرتقي برقي طلابه ومعلميه؛ لأنهم يستحقون، ووطننا يستحق منا الكثير في تهيئة الأجيال لخدمة هذا الوطن. وأكرر (دمت يا وطني شامخا).

‏Gadir2244@gmail. com