صالح الشمراني يكتب : shumrany@

خذوها مني

يبدو أن إدارة ابن نافل وما قبلها اشتغلت على إعداد فريق ثقيل يستطيع مقاومة أعتى الظروف المحتملة، فلا يمكن لعاقل أن يتخيّل فريقاً لسنوات وهو بحارس واحد ولسنوات أيضاً بمحترف -الله يستر عليه- كان بلا مستوى، وفوق كل هذا بمدرب ضيّع عشرات النقاط بحجّة التدوير التي لا يفقه فيها إلا أن يُبقي اللاعبين بجانبه حتى تطير النقاط دون رقيب أو حسيب لتصرفاته التي كلما طفت فوق العشب للعيان اتجه لحكام المباراة ومعه مدير الفريق الذي لا يحرك ساكناً أمام تلك المهازل الفنية التي أقلها أن موسمين مضيا لم يعزز فيهما صفوف فريقه بحارس بديل لا يخذلهم حين الحاجة فضلاً عن مدافع يريح الكوري ولو نفسياً من تعب التوجيه المتكرر لمن حوله.

ورغم كل ما يحدث إلا أن هذا الهلال يدهشك بتربعه على صدارة الدوري من بدايته حتى نهاية الدور الأول مع تحقيق بطولة الدوري الفائت بنفس تلك الإشكاليات.

وهنا لابد أن نسأل هل وُلِدَ الهلال بطلاً ومن باب من شبّ على شيء شاب عليه لنقول إنه أدمن رائحة المنصات ولم يعد يكيّف مزاجه العنيد إلا الذهب، أم أن هناك دعوات في الخلوات تلاحق هذا الأزرق الذي كلما فَتَر ولاحَ لمحبيه بأنه تشبّع بالبطولات فاجأنا في عز انكسارات مستوياته بأنه ما زال في الصدارة؟

الهلال ظاهرةٌ عجيبةٌ غريبةٌ مثيرة تستحق التوقف عندها وسبر أغوارها وتفكيك رموز تفاعلات البطل مع الإنجازات كيميائياً وفيزيائياً وإنسانياً فربما نتائج الدراسة تفيد الوطن في عودة منتخبنا في تسيّد القارة من جديد.

ورغم كل ذلك يبقى لمحبيه كامل الحق في الطمع بالمزيد من الإنجازات والإبداعات والبطولات التي اعتادوا عليها وعلى الإدارات المتعاقبة تفهّم ذلك.

توقيع

الثناء الذي تثبته الأرقام ليس مدحاً كاذباً، والإيمان بالحقائق يقربك منها.