«فار».. وغلدمة

الحَكم الخامس

الأخطبوط «بول» طيب الذكر كان يحبس أنفاس العالم كله حين كان يتوقع نتائج مباريات بطولة كأس العالم، فضلا عن الكمية المهولة لـ «مصالته» التي حررت كل «أبصاق» العالم بمأكولاته ومطابخه المختلفة، بدءا من اسمه وانتهاء بحركته البطيئة باتجاه شعار أحد الفريقين المتباريين حتى أنك تلكز من بجوارك وكأنك تريد منه أن «يبصق» على «بول» لتحفيزه على السرعة، لكن هذا الحيوان الرخو يعد هو الأذكى في «الفقريات» وله ثماني مجسات أو أذرع أو أرجل مجموع ما فيها 1920 شفاطا، وما دام الأخطبوط بالأخطبوط يذكر فإن نوعا منه يستطيع قتل الإنسان بإفراز مادة قاتلة يسمى الأخطبوط الأزرق، الغريب في «اللاخابيط» أقصد الأخابيط ـ جمع أخطبوط ـ أن لون دمها و«قلوبها الثلاثة» أزرق.

ما جاء بهذا «التخبط» إليّ هو أنني تذكرت قصة صديق لي يعشق «الفئران» ويعتقد عاطفيا أنها لطيفة ومعطاءة، ويستدل على ذلك باختيارها دون جميع الحيوانات لتعريضها للاختبارات الطبية للمنتجات الجديدة لـ «صحة» الإنسان كما يعتقد أن ذلك «تضحية» من الفأر بروحه من أجلنا نحن بني «البثر» بل تمادى صديقي «الفأري»ـ حسب لهجة إخواننا المصريين ـ في حبه لفأره الذي سماه «وغلدمة» ـ هكذا بحرف الواو ـ أن يستغل سرعة ودهاء هذا الحيوان من فصيلة «الفأربة» في توقع نتائج مباريات الدوري السعودي فلم ينجح «وغلدمة» في توقع أي نتيجة بشكل صحيح، فاقترحت عليه أن يضع لونا ثالثا هو «الأصفر» ليكون ضمن خيارات «وغلدمة» الودود اللدود، لعله يركز أكثر ويحفز ذلك الخيار الثالث الجديد اختيار أحد لوني الفريقين المتباريين فخشي صديقي أن يفهم الباقون من متابعي «سنابه» أن يقصد الفأر «الحكام» ويذهب إليهم بدل أحد الفريقين ـ والعياذ بالله ـ وهم أداة العدل داخل الملعب.

صديقي «أبو فأر» أخبرني قبل يومين أنه فقد «وغلدمة» في إحدى المباريات حيث هرب منه حين صرخ جمهور أحد الفريقين «الفار.. الفار يا حكم.. الفار» وفي رواية أخرى رواها مشجع عمره «فارب» السبعين عاما أن رابطة مشجعي أحد الفريقين جاءت بمجسم لـ «قط» تلوح به حماية لفريقها من الفار، وأردف صديقي قائلا لي بعد سرد قصة حزنه على (وغلدمة) وبدا وكأنه سيأخذ بنصيحتها: أن جدته نصحته بألا يذهب أو يشاهد مباريات كرة القدم قائلة له: (وش تبون بذا المباريات، صارت كلها مليانةٍ فيران).