سيف الحارثي - الدمام

أكاديميون: فرصة لتنمية المهارات والمعارف

أكد أستاذ الإدارة والتخطيط المساعد بكلية الملك عبدالله في الطائف سعود الحارثي، أن تغيير الخطة الدراسية يأتي في إطار سعي الوزارة إلى تركيز جهودها على تحسين وتجويد مخرجات العملية التعليمية من خلال التركيز على توسيع تدريس مواد الرياضيات والعلوم، التي تساهم بشكل كبير في تأسيس الطلاب في المراحل الابتدائية للانخراط في تخصصات علمية دقيقة في المراحل الدراسية المتقدمة، خصوصا مع قرب تطبيق نظام المسارات التعليمية في المرحلة الثانوية، الذي يضمن توجيه الطلاب نحو التخصصات، التي يحتاجها سوق العمل بالمملكة، ومن ثم دعم التنمية المستدامة.

وأضاف: كما أن تغيير الخطة الدراسية شمل الحث على عمليات التعلم الذاتي من خلال منصة «مدرستي» لمادة القرآن الكريم مما يساهم بشكل كبير في تعزيز علاقة الطلاب بالكتاب المبارك، ويشجعهم على تلاوته وتعلمه من خلال البرامج المساعدة في المنصة ومنحه وقتا أكبر من عمليات التعلم.

وتوقع الحارثي أن يساهم تغيير الخطة الدراسية على المدى البعيد في تطوير العملية التعليمية بالمملكة، خاصة مع التغير الكبير في أساليب التعليم والتعلم وما طرأ عليها مؤخرا، بما يدعم تحقيق رؤيتنا الوطنية الشاملة في 2030.

توجه صحيح لتلبية احتياجات سوق العمل

أوضح المتخصص في التعليم والتدريب د. زيد الخمشي، أنه من خلال تجربة التعليم عن بُعد لهذا العام رغم حداثة التجربة، اتضح للجميع أن هذه الأزمة شجعت كثيرا الطلاب والطالبات على التعلم الذاتي وتوفير المصادر التعليمية المتنوعة، وقد شاركتهم هذا العام المسؤولية الأسرة، إذ كانت أغلب الأسر السعودية على قدر التحدي واستطاعت إثراء تجربة أبنائهم وبناتهم عبر التحفيز والتوجيه والمتابعة وتهيئة الأجواء والبيئة المناسبة، مؤكدا أن تطوير الخطة الدراسية وتخفيض عدد الحصص الأسبوعية يعد من متطلبات المرحلة وتمت الاستعانة بها مؤقتا لتعزيز تجربة التعليم عن بُعد والتعليم المتزامن.

وأشار إلى أن بعض الحصص يمكن الاستعاضة عنها بتنويع مصادر التعلم الذاتية وحث الطلاب على التعلم الذاتي وإثراء أنفسهم عبر مختلف الدروس، مؤكدا أن هذه الخطوات جاءت مراعاة للإطار الزمني في ظل استمرار التعليم عن بُعد، وما ترتب على ذلك من أهمية مراعاة المتغيرات المتعلقة بالتعليم عن بُعد والتطورات المستقبلية للمناهج، ولأهمية مراعاة التوازن بين الموضوعات كمًا ونوعًا.

إثراء للتعلم الذاتي وتوفير مصادر متنوعة

رأى عميد شؤون الطلاب بجامعة حفر الباطن د. عبدالله العامري، أن الخطة المطورة لمواد الدراسات الإسلامية واللغة العربية تمثل نقلة نوعية في تطوير الخطط الدراسية، من خلال تقليل وزنها النسبي مقابل الزيادة في الوزن النسبي لمواد الرياضيات والعلوم مما يسهم في رفع مستوى مخرجات التعليم العلمية، والتركيز على التطبيقات وتطوير المهارات، متوقعا أن يسهم هذا التغيير في تحسين نتائج طلاب المملكة في المسابقات الدولية العلمية.

وأكد أن التوجه نحو زيادة التطبيقات الكتابية من شأنه المساهمة في تنمية مهارات الطلاب الكتابية وإثراء قاموسهم اللغوي، مشيدا بتجربة المملكة في التعليم عن بُعد من خلال منصة «مدرستي» كتجربة رائدة ومتميزة، ضمن جهود استمرار التعليم في ظل الأزمات، بتوجيه ومتابعة من وزير التعليم ضمن خطط الوزارة لمواكبة رؤية المملكة 2030 وتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة بتعليم رائد ومتميز يعكس الدعم اللامحدود، الذي تقدمه الدولة لقطاع التعليم لصناعة المستقبل وتحقيق متطلبات التنمية.

معالجة ضعف القدرات الكتابية وفهم المقروء

قال عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود بالرياض د. عبدالمحسن البلاهدي، إن وزارة التعليم تضع نصب عينيها عددا من الاهتمامات لتطوير العملية التعليمية وتسخير كافة الإمكانات لذلك بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة -حفظها الله-، التي تولي التعليم عناية خاصة، ومن بين هذه الاهتمامات تطوير الخطط الدراسية لجميع مراحل التعليم العام، مضيفا: من الجميل في تطبيق الخطة المطورة طلب الإفادة من الميادين التربوية ورفع المقترحات التي تراها المدارس وإدارات التعليم بما يحقق التكامل بين كافة قطاعات الوزارة ويضمن مشاركة ذوي الصلة في الخطط التطويرية.

واستطرد: وبما أن الوزارة حريصة على الاستماع للمقترحات التطويرية فإنني اقترح على الإخوة الزملاء في مركز تطوير المناهج بالوزارة الاهتمام بشكل أكثر بمشكلة ضعف القدرات الكتابية وفهم المقروء والتعبير عنه. وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية: هل الطالب يستطيع قراءة مسائل مادة الرياضيات وفهمها؟، هل يستطيع الطالب فهم ما يقرأه في مادة العلوم؟، هل الطالب قادر على كتابة الإجابة الصحيحة في مادة العلوم مثلا إذا كان قد فهم الدرس؟.

واقترح د. البلاهدي زيادة الوزن النسبي لمقرر لغتي في المرحلة الابتدائية، خصوصا في الصفوف الأربعة الأولى، متابعا: متى ما كان الطالب قادرا على القراءة والكتابة بشكل صحيح، ومتى ما كان قادرا على فهم ما يقرأه، ومتى ما كان قادرا على التعبير عما يفهمه من خلال الإجابة عن الأسئلة المقالية، التي تقدم له فستنجح جميع الخطط التطويرية الأخرى لمواد العلوم والرياضيات، والعكس صحيح مهما طورنا في مواد العلوم والرياضيات فلن نستفيد منهما ما دام الطالب لم يستوعب ما يدرسه ويتعلمه.

قال د. خالد الدغيم، إن انتقال الأنظمة التعليمية لخيار التعليم عن بُعد خلال أزمة فيروس كورونا «كوفيد 19» يعد من صور إدارة الأزمات، وهو خيار ليس بجديد، إذ سبق اللجوء إليه في العديد من الأنظمة التعليمية، التي واجهت أزمات سابقة بسبب الحروب والكوارث الطبيعية، متابعا: ويأتي تطبيق الخطة المطوّرة للتعليم عن بُعد للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، التي تم العمل بها مع بداية الفصل الدراسي الثاني من العام 1442هـ استكمالًا للنجاحات التي حققتها وزارة التعليم في التعليم عن بُعد، ونتيجة رئيسة من نتائج تقويم المرحلة السابقة، التي جاءت بناء على توجيه وزير التعليم بإعداد دراسة تقويمية شاملة للتعليم عن بُعد، بعد نهاية تطبيقه خلال الفصل الدراسي الثاني من العام 1441هـ.

واستطرد: فما تضمنته الخطة من تعديل الأوزان النسبية لبعض المواد بالزيادة أو التخفيض، وحذف حصص النشاط، وتخفيض عدد الحصص الأسبوعية، والتركيز على زيادة التعلم الذاتي ما هو إلا نتائج عملية تقويم شاملة وفق منهجيات علمية ومهنية وتربوية تعطي دلالة واضحة على حرص وزارة التعليم على تحقيق أهدافها من خلال الاستفادة من التعليم عن بُعد بوجهه الحقيقي، وتوسيع مجالاته وتطبيقاته، وتطويرها مستقبلًا.