حسام الدين أبو العزائم - الخرطوم

أسفرت اشتباكات قبلية في إقليم دارفور غرب السودان، أمس الأول، عن مقتل 48 شخصًا على الأقل، فيما أشار مطلِعون إلى أن البعض يحاول تشتيت قوى القوات المسلحة بتجديد فتح جبهة دارفور بالتزامن مع مواجهات الشرق مع الميليشيات والقوات الإثيوبية.

واستبعدت الباحثة والإعلامية السياسية، تهاني جبريل، في حديثها لـ (اليوم)، «نظرية المؤامرة» فيما يتعلق بتجدد العنف في دارفور، بيد أنها لم تنفها في الوقت ذاته، قائلة: الأزمة هناك تحيط بها جملة تعقيدات أدت للواقع المأزوم، فما يحدث بمدينة الجنينة لا ينفصل عمَّا يدور بالبلاد خلال الفترة الانتقالية، وتضيف: ومن الطبيعي أن عدم المركز - الخرطوم - يؤثر بالتالي في الأطراف الحدودية، وتكوين الدولة السودانية ومجتمعها غني بالتعدد القبلي وما يحدث من تجاذبات بين مكوناته شيء طبيعي، وأكرر عدم اعتقادي أنها تأتي في سياق المؤامرة كما قلت لك سابقًا.

وتستدرك جبريل: هذا أيضًا لا يمنعنا من التفكير في أنها ربما تكون مقصودة، وتتابع: ووارد أيضًا أنها تخدم أجندة خارجية لا يرضيها أن يستقر السودان، أو ينعم أهله بالاستقرار، وإثارة الفتنة القبلية هي باب لجميع أزمات السودان ومن السهل استغلالها.

تهاني جبريل


ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية «سونا»، الأحد، نقلاً عن بيان لنقابة الأطباء في غرب دارفور، ارتفاع حصيلة الضحايا نتيجة هجوم الميليشيات على مدينة الجنينة غرب دارفور، السبت، إلى 48 قتيلاً، وأضاف البيان أن الأحداث الدموية لا تزال جارية في مدينة الجنينة، مخلفة 48 قتيلاً و97 جريحًا حسب إحصاءاتنا الأولية، ويتوقع ازدياد هذه الحصيلة.

وأعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، السبت، عن أسفه الشديد للأحداث التي شهدتها مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، مناشدًا المواطنين بالاحتكام إلى صوت العقل ونبذ العنف، مبينًا أن الشعب السوداني ظل يعاني من حمل السلاح خارج المؤسسات النظامية، مما ساهم في القتل العشوائي والاحتراب والصراعات القبلية.

وشدد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في منحى منفصل، على أن بلاده لا تريد حربًا مع إثيوبيا، وليس لديها أي مصلحة في محاربة أيٍّ من دول الجوار، مؤكدًا رغبة الخرطوم في التوصل لحدود تحفظ له حقوقه ويتم فيها وضع العلامات على الأرض.

وجدد الب رهان في مخاطبته بقاعة الصداقة بالخرطوم، في الأول من أمس، مبادرة القطاع الخاص لدعم وإسناد القوات المسلحة، وحرص بلده على إقامة علاقات مع كل دول الجوار خاصة إثيوبيا.

وقال: إن ما قامت به القوات المسلحة على الحدود الشرقية هو انتشار للجيش داخل الأراضي السودانية، فضلاً عن تأمين الحدود الدولية في المواقع المعروفة، وبيَّن أن منطقة الفشقة ظلت تتعرض لهجوم متكرر على المزارعين السودانيين من قِبَل الجانب الإثيوبي.

وأضاف البرهان: ما سمعناه بأن هذه الأرض إثيوبية هو أمر جديد يستدعي منا أن نقف الموقف المدافع عن أرضنا، وأشار إلى أن القوات المسلحة قامت بهذه العملية بتنسيق كامل مع الجهاز السياسي والتنفيذي في الدولة، موضحًا أن الجيش وفي إطار عمليات إعادة التنظيم سيركز على حماية الحدود، وقال: إن هناك اتجاهًا لنقل المعسكرات والوجود المسلح من المدن.

وفي سياق الزيارات الخارجية للمسؤولين السودانيين لتنوير دول الجوار بآخر تطورات التصعيد الإثيوبي، التقى الرئيس التشادي المشير إدريس ديبي إتنو، بالعاصمة أنجامينا، النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني محمد حمدان دقلو.

وسلَّم حميدتي رسالة من البرهان إلى الرئيس التشادي تتضمن مجمل القضايا الإقليمية، والاعتداءات الإثيوبية المتواصلة على السيادة السودانية.