محمد السليمان - الدمام

مختص: يحافظ على نسبة الهيموجلوبين في الدم.. ويتميز بتكلفته المنخفضة

قال عضو اللجنة العالمية لجمعية الغسيل البريتوني للكلى ورئيس قسم الكلى بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر التابع لجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام د. عبدالله الهويش، إن عدد مرضى الفشل الكلوي المزمن المحتاجين للغسيل الكلوي، بلغ أكثر من 2.5 مليون مريض عالميًا، ووصل عدد المرضى في المملكة عام 2020م، لأكثر من 20000 مريض، يحتاجون إلى غسيل كلوي.

طريقتان للغسيل

وأوضح د. الهويش أن هناك طريقتين للغسيل، هما «البريتوني، والدموي»، وأن الدموي يتمثل في أن يأتي المريض 3 - 4 مرات أسبوعيًا لوحدة الغسيل، ويمكث 4 - 5 ساعات لجلسة الغسيل الواحدة، ولتتم عملية الغسيل، يجب تركيب قسطرة في الرقبة أو وصلة دموية لليد، أما الغسيل البريتوني، فيتم فيه تصفية الدم عن طريق الغشاء الصفاقي المبطن للبطن من 3-7 مرات خلال فترة النوم أسبوعيًا، حسب البقية المتبقية من وظائف الكلى لدى المريض، وهذا يحدده الطبيب المختص.

فوائد عديدة

وأضاف إن الاتجاه العالمي لعملية الغسيل، هو الغسيل البريتوني، لما له من فوائد عديدة، ومنها المحافظة على البقية المتبقية للكلى لفترة طويلة من الزمن، وأن نسبة الالتهابات مقارنة بالغسيل الدموي، تُعتبر قليلة جدًا، بالإضافة إلى المحافظة على نسبة الهيموجلوبين داخل الدم، متابعًا أن المريض يحتاج إلى كمية قليلة من هرمون الأثروبروتين؛ للمحافظة على نسبة الهيموجلوبين.

أجسام مضادة

ولفت إلى أن نسبة نجاح زراعة الكلى لدى مرضى الغسيل البريتوني، عالية، مقارنة بمريض الغسيل الدموي، لأنه لا تتكون لدى مريض الغسيل البريتوني أجسام مضادة من عملية «الديلزة»، وكذلك جودة الحياة النوعية، من حرية التنقل، وممارسة نشاطه اليومي بكل نشاط وحيوية.

أبحاث ومقارنات

وأكد د. الهويش أنه توجد فوائد جمّة للغسيل البريتوني، لذلك لجأت بعض الدول له، مثل المكسيك، وهونغ كونغ، وتايلند، وغيرها من الدول، وبلغ إجمالي عدد مرضى الغسيل البريتوني في المكسيك عام 2020، أكثر من 40000 مريض، موضحًا أن عددًا من الأبحاث والمقارنات، وجدت أن تكلفة الغسيل البريتوني أقل بكثير من التكلفة الإجمالية لمرضى الفشل الكلوي.

غسيل مجاني

وأكمل: «وفرت المملكة العربية السعودية، عملية الغسيل الدموي، مجانًا للمواطنين، ووقّعت اتفاقيات مع شركات عالمية بمبالغ عالية لذلك، فالتكلفة الحقيقية التي تنتج عن عملية تنويم المريض وزيارة العيادات الخارجية ومضاعفات الوصلات الدموية والقساطر الدموية الناتجة عن عملية الغسيل الدموي، عالية جدًا».

تكلفة باهظة

وأثبتت دراسات حديثة، في تايلند وكندا والصين، أن تكلفة مريض واحد للغسيل الدموي، تعادل تكلفة 4 مرضى من الغسيل البريتوني، بعد إجمالي عملية التكلفة، مبديًا استغرابه من أن الغسيل البريتوني في المملكة، لم يتجاوز 10%.

وأضاف: «لا نعلم ما هي الأسباب الحقيقية وراء عدم سطوع نجم هذا النوع من غسيل الفشل الكلوي ذي الجودة العالية والتكلفة القليلة».

دراسات خجولة

وأكمل د. الهويش، أن دراسات خجولة أُجريت على شكل استبيانات في مناطق عدة، للبحث عن السبب الحقيقي وراء عدم انتشار هذا النوع العالي الجودة من الغسيل، وكانت من الأسباب على سبيل المثال لا الحصر، الانتشار الكبير لمراكز غسيل الكلوي الدموي، وقلة خبرة الأطباء الممارسين في مجال الكلى، موضحًا أن معظمهم من جنسيات عربية، ولم يتم تدريبهم بشكل كافٍ في هذا المجال، إضافةً إلى قلة خبرة الجراحين، وأطباء أمراض الكلى في إدخال القساطر البريتونية.

توعية مستمرة

وأشار إلى أنه على الطبيب المختص في مرضى الفشل الكلوي، أن يقدم التوعية للمريض، وإعطاءه الحق الكامل في اختيار الطريقة المثلى للغسيل الكلوي، وتنظيم الدورات التثقيفية والحملات الإعلامية لتثقيف المرضى عن هذه النوعية من الغسيل، خاصةً أن تكلفته قليلة جدًا، لأن المريض ينفذ عملية الغسيل في منزله، بنفسه، دون الحاجة إلى عدد كبير من الممرضات والأطباء وأخصائي التغذية.

خدمة ورعاية

وأهاب د. الهويش بالقائمين على خدمة ورعاية هذه الفئة الغالية من المرضى، تقديم أفضل وأجود وأحسن طرق العلاج الملائمة والمناسبة لحالاتهم، واتباع النصائح والإرشادات العالمية بجعل الغسيل البريتوني أولًا، وإذا استنزف الغسيل البريتوني، يتم التحويل إلى الغسيل الدموي، وهذا له أثر كبير، نفسيًّا وماديًّا واجتماعيًّا على المريض، وعلى الدولة -حفظها الله ورعاها-.