كلمة اليوم

تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، حدث يعلن انطلاقة فترة من عهد جديد في البيت الأبيض ومن علاقات الولايات المتحدة مع دول العالم، ولعل التحديات والملفات التي تنتظر الرئيس بايدن متنوعة ومتشعبة بتنوع تفاصيلها ومؤثراتها، وتأتي جائحة كورونا المستجد، بالإضافة لمكافحة الإرهاب والدول الراعية له وعلى رأسها النظام الإيراني، كأبرز هذه التحديات وسط بقية ما يتزاحم من القضايا العالمية.

حين نستقرئ في هذا الشأن طبيعة العلاقات الدولية في إستراتيجيات المملكة العربية السعودية وكيف أنها تمثل نهجا متكاملا وراسخا عبر التاريخ، ويجد أهمية تنطلق من موقع وتأثير المملكة في المجتمع الدولي، ما يرسم ملامح علاقاتها مع حلفائها حول العالم، كنهج يستديم منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «يحفظهما الله»، وكيف أن الأبعاد المرتبطة بهذه السياسات، تتبلور في المشهد الشامل للعلاقات «السعودية - الأمريكية» القائمة منذ ما يزيد على 75 عاما، والتي وإن كانت قد مرت ببعض التحديات والأوقات الصعبة إلا أنها، وبالمفهوم النهائي، علاقة تستمر وترتكز على العديد من القيم النبيلة، كما أنها علاقة تاريخية وإستراتيجية قائمة على المصالح المتبادلة، وظلت على مدى سنوات وعقود تتسم بالثبات العام رغم التقلبات الجيوسياسية وتعاقب الرؤساء الأمريكيين، فهي لم تتأثر بتغير الرؤساء السابقين ولا بتداول السلطة بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري.

واليوم، وبالحديث عن رئيس الولايات المتحدة الجديد السيد جو بايدن، نستلهم أن المصالح المتبادلة بين البلدين الصديقين، في المجال الاقتصادي والاستثمار إضافة إلى التعاون العسكري والأمني، أيضا ذلك الاحترام المتبادل والتقارب في وجهات النظر إزاء مختلف القضايا الدولية، سيكون أبرز الأسس التي تنطلق منها أبعاد هذه العلاقة للمرحلة القادمة، امتدادا لتاريخ العلاقات العريق بين البلدين الصديقين، ولكي تمضي قدما خاصة في مجال تعاونهما الأمني الإقليمي، ومواجهتهما الدائمة للجماعات الإرهابية والمتطرفة المدعومة من نظام إيران، والتي تتلقى الدعم والتسليح من تلك الدولة التي تتخذ من دعم ورعاية الإرهاب منهجية تنطلق منها أجنداتها الخبيث، فهو تعاون يسعى لبلوغ الهدف المشترك الذي يحمي البشرية من نظام طهران، وكافة الكيانات الإجرامية وداعميها، ويعكس طبيعة الأهداف النبيلة المشتركة بين السعودية وأمريكا في سبيل تحقيق الاستقرار والنمو والازدهار إقليميا ودوليا.