محمد حمد الصويغ يكتب:

أفكار وخواطر

تزخر واحة الأحساء، التي تعد من أكبر الواحات الزراعية في العالم بمجموعة من الآثار التاريخية المهمة، فتلك المواقع الأثرية شاهدة على عبقرية التاريخ وهوية المكان، فهي ضاربة في عمق الزمان والمكان، وقد شكلتها بألوان متعددة أنامل الهوية والأصالة، التي رسمت بوضوح عبر عدة قرون تاريخا يمكن وصفه بثقة وطمأنينة تامتين بأنه استثنائي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ، فهو تاريخ مميز أضيف إليه موقع الأحساء الجغرافي وما يزخر به من تنوع من جانب وخصوبة أرض الواحة، التي حولتها إلى رقعة زراعية مهمة من جانب آخر، كما أن وفرة المياه العذبة في عيونها الشهيرة مهدت جميعها لقيام صناعة سياحية مرتقبة بإذن الله.

وقد تأهلت الواحة تبعا لتلك الخصائص لدخول موسوعة «جينيس» الدولية للأرقام القياسية كأكبر واحة نخيل في العالم، وقد شهدت في هذا العصر الزاهر الحاضر الميمون تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- رعاية خاصة تجلت علاماتها في سلسلة متعاقبة من المشروعات التنموية الكبرى، ومازالت الجهود متضافرة لبذل المزيد من الأعمال المثمرة، التي أدت ومازلت تؤدي أغراضها المنشودة في عمليات التنمية المختلفة وتؤدي أغراضها في ذات الوقت للمحافظة على آثار هذه الواحة وتوثيقها سياحيا ومعماريا وفوتوغرافيا من خلال الاستعانة ببيوت الخبرة المحلية والعالمية وصيانة تلك الآثار بشكل دوري يتجلى في إعادة ترميمها والمحافظة على أشكالها الطبيعية.

mhsuwaigh98@hotmail.com