موسى آل مجرد الشقيقي

منذ عشر سنوات وأنا فاقد حاسة الشم بسبب مشاكل في الأنف والعصب الخاص بحاسة الشم، في البداية اعتقدت أنني الوحيد الذي يعاني من هذا الشيء ولكن لاحقا اكتشفت أن عيادات الأنف والأذن والحنجرة لدينا تزدحم بمن هم على شاكلتي.

الكثير حين يعلم بذلك يسألني كيف أقضي يومي بدون حاسة الشم والقليل من حاسة التذوق لأنهما مرتبطتان مع بعض وفقد إحداهما يؤدي تدريجيا إلى فقد الأخرى.

الإجابة بسيطة جدا فأنا رجل متصالح مع الوضع ومع مرور السنوات اعتدت ذلك وإن كنت أحيانا أتمنى لو تعود في بعض المواقف.

ولكني لاحقا أدركت أنني في خير كبير فكل شيء من الله هو خير، بل والأكثر من ذلك أنني أعيش أجمل أوقاتي أثناء تنزهي بالمرافق العامة وأكاد أكون من القلائل إن لم أكن الوحيد الذي لا يتذمر من سوء دورات المياه في هذه المرافق سواء الكورنيش بحكم وجودي بالمنطقة الشرقية أو الحدائق والمتنزهات الأخرى أو المساجد على الطرق وحتى داخل بعض الأحياء.

نعم يا سادة وأنا أقف بطابور الانتظار للوضوء وأقرأ علامات التعجب على وجوه الناس وكيف أن الدولة تخسر ملايين الريالات في هذه المنشآت من أجل رفاهية المواطن ثم تأتي الجهة المسؤولة عن تنفيذ المشروع وتعجز عن زيادة عدد دورات المياه وتكتفي بثلاث أو أربع دورات في أماكن بعيدة عن بعضها مع العلم بأن لديها إحصائية بعدد المتنزهين والذي يفوق الآلاف، والأدهى من ذلك أنها تعجز عن تخصيص عمال نظافة داخل دورات المياه مهمتهم الرئيسية نظافتها ورائحتها وتوفير الأدوات على مدار اليوم.

يا سادة كذلك هل يعقل أن ديننا الحنيف قائم على النظافة ونحن نشتكي من عشرات السنين من سوء دورات المياه وقذارتها بالأماكن العامة والطرقات وأكثر المساجد وعدم توافر بديهات النظافة كالمناديل والصابون ناهيك عن الروائح وانقطاع المياه المتكرر !

وهل يعقل أننا عندما نسافر إلى دول تعتبر فقيرة ونجد أن أول اهتماماتهم هو نظافة المرافق العامة وتخصيص عمال تكون مهمتهم الأولى هي راحة المتنزه وحسن استمتاعه بالمكان من جميع النواحي !

إذا كنا فعلا غير قادرين كجهات حكومية على إدارة المرافق العامة والمحافظة على نظافتها فلماذا لا نعترف بفشلنا ونسلمها لشركات حتى وإن كان دخول دورات المياه برسوم رمزية كما في أغلب البلدان ولكن المضمون يكون مرضيا ويشعرك بأنك فعلا المعني بهذا المرفق.

تخيلوا كل ذلك قرأته في أعين ووجوه الواقفين بالطابور من جميع الجنسيات وجميعهم يحاولون قدر المستطاع إخفاء الرائحة ومحاولة عدم وصولها لأنوفهم حتى لو بلغ الموقف استخدام أيديهم مع الكمامات.

ألم أقل لكم إنني أعيش في خير كبير وأنا فاقد حاسة الشم وخصوصا بالمرافق العامة !

@MOSA135