عيسى الجوكم يكتب :

الفروسية، رياضة تجذرت في تاريخ الإنسانية، ولها الدور الكبير في نشر معاني الإسلام السامية متمثلة في الفتوحات الإسلامية وتأثيرها على الحضارة الإنسانية.

الفروسية، بالنسبة للسعوديين ليست رياضة فحسب، بل أساسا يلتصق بهذه الأرض ويحمل أسمى المعاني وأنبلها، وهي أيضاً رسالة خصوصا لنا نحن أبناء جزيرة العرب وأصحاب الخيل العربية الأصيلة.

حب الخيل موروث تاريخي ورثه القادة الفرسان عن والدهم مؤسس الكيان، وباني أمجاد هذه الدولة الملك عبدالعزيز، فأولى كل واحد منهم الخيل عنايته الخاصة حتى أصبحت على ما هي عليه الآن من مكانة وازدهار، وأصبحت السعودية محط أنظار العالم، فعلى مدار العام تقام سباقات عدة، حتى أصبحت البطولات السعودية تصنف من فئات سباقات الفئة الأولى، وهو ما جعل الفروسية السعودية تقفز للعالمية.

الفروسية السعودية تتمع بماض تليد وحاضر زاهٍ وقفزت قفزات نوعية على مدار التاريخ حتى جاء مهرجان الملوك ليحمل رسالة شكر ووفاء من الأبناء والأحفاد إلى الآباء والأجداد الذين أفنوا العمر في خدمة الدين والوطن الذي نعيش على ترابه، ونستظل بظله، وننعم بخيره.

ولا يخفى على أحد اهتمام القادة السعوديين بسباقات الخيل منذ عهد الملك عبدالعزيز الذي كانت تنطلق من قصره في المربع إلى أقصى نقطة في حي الملز (كلية الملك فيصل الجوية)، وحينما آلت الأمور إلى نجله سعود الذي كان يتابع السباقات من دكة كان والده يجلس عليها لمتابعة السباقات، أمر بإنشاء أول منصة حديثة لسباقات الخيل، كانت نواة لإنشاء ميدان سباقات الخيل التاريخي في حي الملز.

واستمر الاهتمام بالقطاع الفروسي من خلال إنشاء بنية تحتية فروسية متكاملة عبر العصور المختلفة، والاهتمام بخلق بيئة مناسبة وشاملة، حتى تحولت الفروسية إلى صناعة يهتم بها الكثير من رجال الأعمال.

الفروسية أصبحت مرتبطة بتطور الحضارات والمجتمعات وترتبط بعدة مجالات غير الرياضية، بعدما كانت تعرف سابقا بأنها رياضة الملوك كونها باهظة التكلفة وتعتبر أحد أهم مصادر الشعور بالفخر، لكن في عهدنا الحالي أصبحنا نعيش في عصر ترتبط فيه الفروسية بالصحة العامة، حيث إن ممارسة هذا النوع من الرياضات ينتج عنه أثر إيجابي للمجتمع ويرفع من مستوى جودة الحياة.