بوليتيكو

قال موقع «بوليتيكو»: إن التمرد المؤيد لترامب يمثل أسوأ كابوس للرئيس الروسي فلاديمر بوتين.

وبحسب مقال لـ «ليونيد راغزوين»، منشور بالنسخة الأوروبية للموقع، بينما كان أنصار دونالد ترامب ينطلقون في هياج في مبنى الكابيتول، من الخطأ الاعتقاد أن الرئيس الروسي كان يشاهد الأحداث وهو يفرك يديه ببهجة.

وتابع: قد تنظرون إلى الفوضى والارتباك والدمار على أنها تتويج لجهود الكرملين المستمرة منذ فترة طويلة لتقويض الديمقراطية الأمريكية، وأردف: لكن في موسكو، وبين مؤيدي بوتين، كان رد الفعل خافتًا، حيث سعى مؤيدو الدولة إلى السير على خيط رفيع «الاستفادة من الفرصة الأولى للتغلب على أمريكا، مع تجنب تشجيع الاضطرابات المماثلة في بلادهم».

وبحسب الكاتب، كان هناك قدر لا بأس به من الشماتة، حيث كتب كونستانتين كوساتشيف، أحد كبار الشخصيات في السياسة الخارجية في الغرفة العليا بالبرلمان الروسي، على «فيسبوك»: الديمقراطية الأمريكية تعرج على قدميها، فقدت الولايات المتحدة قدرتها على تحديد مسارها الخاص وبالتالي تحديد المسار للآخرين.

وتابع: تم إجراء مقارنات أيضًا مع ثورة 2014 في أوكرانيا التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش ودفعت بوتين إلى ضم شبه جزيرة القرم، وفي إشارة إلى حادثة وزعت فيها مساعدة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند الكعك على المتظاهرين في وسط كييف، تساءل كوساتشيف عما سيفعله الأمريكيون من قيام المسؤولين الأجانب بالشيء نفسه مع مؤيدي ترامب على درجات مبنى الكابيتول، وهل سيظلون يقولون «الناس دائما على حق» أم «يسقط الجناة».

ولفت إلى أن الجمهور المستهدف من هذا النوع من التفكير هو بالطبع جمهور محلي.

وأردف يقول: الهدف هو كشف الازدواجية الواضحة للمؤسسة السياسية الأمريكية، التي دعمت ثورة الميدان الأوروبي في 2014، وغضت الطرف عن المتطرفين اليمينيين الذين لعبوا دورًا، لكنهم وصفوا جماهير ترامب الذين سعوا لإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية بأنها مجموعة «مجرمين وإرهابيين».

الميدان الأوروبي

وأضاف: هذا التكافؤ، الذي روجت له دعاية الكرملين، بين تمرد مؤيدي ترامب الفاشل والثورة الأوكرانية غير صحيح، وبمثابة محاولة للتلاعب برواية الميدان الأوروبي باعتباره انقلابًا فاشيًا مدعومًا من الولايات المتحدة استدعي التدخل الروسي.

ومضى يقول: مع ذلك، إذا كان الكرملين يشعر ببعض السرور في محنة أمريكا، فإن مشاهد الفوضى العنيفة في واشنطن هي أيضًا أسوأ كابوس لها.

ونوه بأن بوتين يشتهر بجنون الارتياب من «الثورات الملونة»، مثل تلك التي اجتاحت أوكرانيا، حتى أن هذا يعد المحرك الرئيسي لسياسته الخارجية والداخلية، وأردف: في واشنطن، سيشهد بوتين دليلاً على أن أنصار اليمين المتطرف من حزب أو زعيم سياسي، يمكن أن يقوموا بالهجوم بمفردهم لإشعال الفوضى.

ومضى يقول: على مدى العقدين الماضيين، حاول بوتين التودد إلى الجماعات القومية المتطرفة ومفكريها ودمج جوانب من أيديولوجية اليمين المتطرف الحديثة في برنامجه، بما في ذلك خطاب «القيم المسيحية التقليدية» من أجل تأمين دعمهم، لكن هذا الدعم كان دائمًا ضعيفًا.

وأضاف: انضم عدد كبير من الشخصيات اليمينية المتطرفة البارزة إلى احتجاجات ساحة «بولوتنايا» المناهضة للحكومة في عامي 2011 و2012، وأكدت الثورة في أوكرانيا مخاوف بوتين من أن اليمين المتطرف يمكن أن يشكل ميليشيات عالية الكفاءة قادرة على قلب الموازين في بعض الأوقات التي تتسم بالتقلب والاضطراب.

ومضى يقول: أعقب ذلك حملة قمع كبيرة، واعتقلت شخصيات روسية يمينية متطرفة بارزة أو أجبرت على الفرار إلى أوكرانيا حيث انضموا إلى وحدات المتطوعين القومية مثل كتيبة آزوف.

وأردف: حتى أولئك الذين دعموا بوتين وانضموا إلى القوات المدعومة من روسيا في دونباس، عوملوا بريبة، لأن التحالف بين الكرملين واليمين المتطرف يتوقف على شروط عديدة ولا يمكن كسره بأي حال من الأحوال.

وأضاف: كان القوميون المتطرفون والنازيون الجدد، الذين فروا من روسيا وغير مقيدين بالخوف من الملاحقة القضائية، أكثر صراحة في دعمهم لأعمال المتطرفين الأمريكيين، وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة ليست وحدها التي تواجه تصاعدا في التطرف اليميني المتطرف الذي يزدهر على الاضطرابات السياسية وأحلام الصراع المسلح.