كلمة اليوم

مشروع مدينة «ذا لاين»، الذي انطلق في نيوم، المشروع الذي يعد نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلا، ومخططًا يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة، وسيضم مجتمعات إدراكية مترابطة ومعززة بالذكاء الاصطناعي على امتداد 170 كم ضمن بيئة بلا ضوضاء أو تلوث، وخالية من المركبات والازدحام، واستجابةً مباشرة لتحديات التوسع الحضري، التي تعترض تقدم البشرية، مثل البنية التحتية المتهالكة، والتلوث البيئي، والزحف العمراني والسكاني، هو مشروع يعكس رؤية سمو ولي العهد «حفظه الله»، التي تسابق آفاق الزمن، وتستشرف احتياجات المستقبل، وتبتكر أطر مكوناته.

حين نمعن في تفاصيل المشروع المرتبطة بتسخير الذكاء الاصطناعي على مئات الكيلو مترات لتعزيز مفاهيم التوسع الحضري، ورسم ملامح التحول الشامل في هذا المفهوم انطلاقا من المملكة ليمتد آفاقه إقليميا ودولياً، من خلال «ذا لاين»، المشروع، الذي ينطلق ليحقق أهداف رؤية 2030 على صعيد التنويع الاقتصادي، ويغير تعريف التنمية الحضرية من خلال تطوير مجتمعات يكون فيها الإنسان محورها الرئيسي، بما يعزز جودة الحياة، ويضمن الوصول إلى كل مرافق الخدمات الأساسية بما في ذلك المراكز الطبية، والمدارس، ومرافق الترفيه، بالإضافة إلى المساحات الخضراء في غضون 5 دقائق سيراً على الأقدام، وسيجعل حلول المواصلات الفائقة السرعة التنقل أسهل؛ إذ من المتوقع ألا تستغرق أبعد رحلة في «ذا لاين» 20 دقيقة فقط، مما سيوفر معيشة قائمة على التوازن بين بيئة أعمال حاضنة للابتكار، وجودة حياة استثنائية للسكان، بالاعتماد الكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية التواصل مع الإنسان بطريقة تمكنه من التوقّع والتفاعل بقدرات غير مسبوقة، مما يوفر وقت السكان والشركات، وستكون المجتمعات مترابطة افتراضياً فيما بينها، عبر تسخير 90% من البيانات لتعزيز قدرات البنية التحتية في حين يتم تسخير 1% من البيانات في المدن الذكية الحالية.

نستدرك من المعطيات الآنفة كيف أن رؤية سمو ولي العهد «حفظه الله»، تلك الرؤية التي تسير بسرعة الضوء وثبات القدرة لتمنح للحياة على الأرض معنى جديداً، تعكس نهجاً غير مسبوق في تطوير مدن مستقبلية متناغمة مع الطبيعة، وتعتمد على الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي، لبناء اقتصاد المستقبل وتوفير حلول لتحدياته، وتعزيز ريادة المملكة بين دول المنطقة والمجتمع الدولي.