مطلق العنزي يكتب:

يفترض ألا يمر الخلاف بين الدول الأربع وقطر دون أن يكون درساً لجميع الخليجيين، ورؤية للمستقبل. لنا وللقطريين وللعرب الأنقياء.

كان خلافاً، لكن بتداعياته ومفرزاته، تحول لموعظة ودروس للسعوديين والخليجيين وحتى العرب.

ومن محاسن ذلك الخلاف، أنه كشف عششاً وخلايا نائمة ومتحفزة، وأنفساً مريضة اتخذت من الخلاف ستاراً لتفيض بأمراضها، وبمناسبته نشط الانتهازيون واثرى سماسرة الحروب وتجارها.

وطبيعي أن تطفو العوالق على المياه، لكننا لم نكن نعرف أن الصدور تكتم حقدها وعداواتها وشعوبيتها سنين وحقباً طوالاً، فلما وجدت متنفساً ترعرت بمجاريها الآسنة وتلوثت ولوثت، ذلك أنها وجدت في الخلاف فرصة لتصفية الحسابات والأحقاد.

صورة: إعلاميون لامعون، يمشون في الأرض هوناً واختيالاً، كانوا يتظاهرون، خداعاً وتضليلاً، بأنهم عرب مخلصون يذودون عن الأمة وكرامتها، أو إسلاميون يتحدثون عن الزهد والتقوى والعدالة وكلمة الله، وكنا نظن أنهم يتسمون بالرشد والوقار، فإذا بهم يركلون الطيبات وتستبد بهم المسوس، ويتحولون إلى سوقة وصبيان حارات وبلطجية أزقة، يلقون الحجارة ويشتمون ويمكرون السيئات.

صورة: أساتذة جامعات يفترض أنهم معلمو أجيال ورواد فكر وتنوير ونهضة، يوصون طلابهم في كل محفل أن يقولوا خيراً أو يصمتوا، تلبستهم حماقات ونوبات سوء أقذع مما يفعل طلابهم ومراهقو المقاهي، ووزعوا الشتم والسوءات بالأكوام، يروجون للنميمة وفحش القول ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.

وشرائح عربية واسعة، اغتنمت الفرصة، ونشطت بشتم الخليجيين ترويحاً عن النفس، ولم تستثن أحداً. وبعض هؤلاء استغلوا وجودهم في الفضائيات وفي الخارج ووظفوا شهرتهم، التي صُنعت في الخليج وبأموال الخليجيين، لشتم الخليجيين.

صورة: أحدهم، لبناني «عوني»، «حزبلاتي» ولائي مخلص يدبج المدائح بحسن نصرالله، ويشتمنا في الفضائيات وينعتنا، بعنصرية مقززة، بأننا جهلة ومتخلفون و«السعوديون يشترون طائرات ما يعرفوا يقودونها»!.

هذا الغي، بكل صفاقة ووقاحة قدم إلى المملكة، وحظي بكرمها ورعايتها وحفاوة مواطنيها، وتفاخر بأنه تلقى، هنا، لقاحاً مجانياً للوقاية من كوفيدـ19، ومع ذلك لم يقدم أي اعتذار عن شتائمه. وكأن كرم المملكة غنيمة أخماس لهؤلاء الشعوبيين العنصريين، وكأن شتمها «طبيعي» ومن الواجبات، وليس «تترعات» بذيئة يعف عنها كل ذي لب رشيد.

* وتر

خذي خصل شموس الصباح والضحى

ومزيج الثرى ومد البيد وذرى الشاهقات وصوت المآذن

تعويذة للأسى وترياقاً

وزوادة في السفر..