أنيسة الشريف مكي

رسالة الرؤية الطموحة ٢٠٣٠ أكدت وتؤكد أن المرأة السعودية تعد عنصرا مهما من عناصر القوة في وطننا الحبيب، إذ تشكل ما يزيد على ٥٠% من إجمالي عدد الخريجين الجامعيين. وأكدت أيضا على استمرارية تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية المجتمع السعودي واقتصاده.

واليوم تتحقق الرؤية وبكل فخر، فريق من بنات هذا الوطن مهندسات سعوديات بالشركة السعودية لصيانة الطائرات قمن باختراع بناء، نظام يحول التعليمات لنموذج متحرك يستطع فنيو الصيانة من خلاله مشاهدة العملية كاملة، مكتوبة ومرسومة ومتحركة، بحيث يقوم بتطبيقها في نفس الوقت أثناء مشاهدتها، تسرع العملية فتأخذ منه ١٥ دقيقة مثلا بدلا من استغراقها نصف ساعة.

وتتميز هذه النظارة بخاصية تمكن فني الصيانة من الاتصال بخبير عن بعد، بحيث يستطيع مشاهدة العملية التي يعمل عليها الفني فيحل المشكلة.

الاختراع الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط لصيانة الطائرات بشكل تفاعلي، من تطوير سعوديات موهوبات ومبدعات.

وعن هذا الاختراع تقول المهندسة بالشركة السعودية لصيانة الطائرات، مها آل سعود، إن الواقع المعزز مستخدم في كثير من المجالات وأولها الترفيه والمطاعم، وفي الألعاب، فقمنا بدراسة الموضوع لكيفية تطبيقه في مجالنا للاستفادة منه، بحيث يقوم الفني باستخدامها بدلا من الطرق التقليدية التي يوجد بها نسبة خطأ كبيرة ومكلفة جدا، وفي مجال الطيران لا مجال للخطأ، فالخطأ يجب أن يكون صفر بالمائة.

وأول ميزة في التقنية، تحويلها من طريقة تقليدية إلى طريقة رقمية إلكترونية باستخدام النظارات الذكية، وثاني ميزة هي قدرتها على الاتصال عن بعد بالخبراء، وكذا ميزة أن الفني يستطيع تصوير العمل فيديو ويرسله للمدقق بدلا من تضييع الوقت في حضوره لتدقيق العمل، وكذا ميزة إمكانية مشاهدة الخبير أو المدقق للعملية في نفس الوقت الذي يقوم فيه الفني بالعمل، كما تستطيع النظارة عندما يرتديها الفني التعرف على القطعة التي يقف أمامها وتقوم بتوضيح جميع الخطوات له ويستطيع التقديم والتأخير من خلالها باستخدام الصوت أو الإشارات.

أما بالنسبة لأهمية التقنية أوضحت مها آل سعود، أنها سهلة الاستخدام وتوفر من وقت المهندس والفني فيستطيعون إنجاز مهام أكثر مقارنة بالطرق التقليدية، وتمكن من الاتصال بالخبراء عن بعد ومشاهدة كافة التفاصيل أمامه وتجنب الخطأ.

وبالطبع كل إنجاز تواجهه صعوبات فكيف باختراع عظيم كهذا، ومن أبرز الصعوبات كما تفضلت المهندسة مها بالنسبة لأي مطور يقوم بتطوير برمجيات فأول شيء يواجهه هو صعوبة تحويل شيء تقليدي ورقي إلى إلكتروني رقمي، وأكبر تحد، إدخال هذه التقنية في مجال الطيران وهي غير موجودة على مستوى السعودية أو دول الخليج.

بعون الله وبتوفيقه تعالى، ثم بفضل القائمات على الاختراع سنراه قريبا واقعا ملموسا.

aneesa_makki@hotmail.com