اليوم - الدمام

تضيف 120 مليار ريال للناتج المحلي بحلول 2035

في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «يحفظهما الله»، صدر أمر ملكي بتاريخ 20 يوليو 2017م، بتأسيس هيئة مستقلة لمحافظة العلا، بمسمى «الهيئة الملكية لمحافظة العلا»، وتعكس الهيئة أهمية تطوير محافظة العلا على نحو يتناسب مع قيمتها التاريخية، وما تشتمل عليه من مواقع أثرية، بما يحقق المصلحة الاقتصادية والثقافية المتوخاة، والأهداف التي قامت عليها رؤية المملكة 2030.

رؤية العلا

وفي العاشر من فبراير 2019م، وتحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، دشّنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا «رؤية العلا» للإعلان عن خطتها الرامية إلى تطوير العلا بطريقة مسؤولة لتحويلها إلى وجهة عالمية للتراث.

مدائن صالح

أذهلت محافظة العلا بمقوماتها التاريخية العريقة 22 دولة في اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو عام 2008م، ليوافقوا على اعتماد أحد مواقعها القديمة، وهو الحِجر «مدائن صالح» ضمن قائمة التراث العالمي، وعدّت مدائن صالح في حينها أول موقع سعودي يسجل عالميًا.

سياحة وتراث

وقّع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، خلال زيارته إلى باريس مع الحكومة الفرنسية، اتفاقية تشارك من خلالها فرنسا في تعزيز مصلحة رؤية المملكة 2030 لتطوير القطاع السياحي والتراثي المستدام في العلا، بمشاركة شركاء دوليين استكمالًا لعملية حماية إرثها وطبيعة تراثها.

كتيب مُترجم

وتُعدّ الرحلات الأثرية في مقدمة الوسائل التي تخدم الصناعة الآثارية، وتسهم في نشر ثقافتها وتوثيق معالمها؛ لذا عملت دارة الملك عبدالعزيز على طباعة كتيب مُترجم إلى اللغة العربية عن «رحلة إلى مدائن صالح»، قام بها فريق علمي عام 1964م مكوّن من 28 شخصًا يمثلون: المملكة، وبريطانيا، وفرنسا، وهولندا، وألمانيا، وإيطاليا، وأمريكا، وسويسرا، سجّلوا خلالها آثار مدائن صالح، وتاريخها، والمظاهر المعمارية، والنقوش التي رُسمت على صخورها، ومعالم طريق الرحلة برًا من رابغ مرورًا بالعلا حتى المدائن، ثم العودة بطائرة «الداكوتا»، التي هبطت على أرض العلا الترابية في ذلك الوقت.

إرث كبير

وتوقّع تقرير أن يصل حجم الاستثمارات في مشروع تطوير العلا إلى 2.6 مليار ريال، واستقبال 400 ألف سائح سنويًا، وتوفير أكثر من 4200 وظيفة لأبناء وفتيات الوطن، مع بناء 1878 غرفة فندقية في الموقع، وهذا الإرث الكبير ما هو إلا جُملة من الثروات البيئية والطبيعية والتاريخية الموجودة في المملكة، والتي تُفسّر معالمها قصص وأحداث الحضارات القديمة على أرض الجزيرة العربية.

تحوّلات مسؤولة

تسعى «رؤية العلا» إلى إحداث تحوّلات مسؤولة ومؤثرة في المحافظة، وذلك من خلال العمل المتوازن بين حفظ وصون التراث الطبيعي والثقافي الغني، والمشاريع الطموحة للمملكة العربية السعودية؛ لتهيئة المنطقة للترحيب بالزوّار من جميع أنحاء العالم. ومشاركة تاريخها الثقافي الثري مع العالم أجمع.

أوليات الرؤية

ويُعتبر تشجيع السياح لزيارة محافظة العلا من أوّليات الرؤية، عبر الكشف عن مواقع مكامن الجمال في المكان برحلة عبر الزمن؛ فلكل صخرة فيها قصة تُحكى، ولتهيئة المواقع التاريخية للسياح والزوار تعمل الهيئة الملكية لمحافظة العلا على تطوير المنطقة بعمل شراكات قوية مع خبراء ومختصين عالميين، وإحداها مع الوكالة الفرنسية لتطوير العلا «AFALULA»، حيث حضر وزير الثقافة الفرنسية فرانك رييستر، الاحتفال للاحتفاء بتلك الشراكة المستمرة.

قيمة استثنائية

أطلقت الهيئة محمية شرعان الطبيعية، للإسهام في حماية المناطق ذات القيمة البيئية الاستثنائية، واستعادة التوازن الطبيعي في المنطقة بين الكائنات الحية والبيئة الصحراوية، والحفاظ على النباتات الطبيعية والحيوانات وغيرها من الأنواع المهددة ذات القيمة العالمية البارزة، سعيًا إلى إعادة توطينها وإكثارها، كما أُطلقتْ أنواع حيوانية مهددة بالانقراض، بما في ذلك الوعول وطيور النعام، أحمر الرقبة، والغزلان، كما أعلنتْ عن سعيها لإنشاء الصندوق العالمي لحماية النمر العربي، وهو أكبر صندوق في العالم لحماية هذا النوع من القطط الكبيرة المهددة بالانقراض، والذي يستوطن جبال المنطقة.

منتجع شرعان

وضعت الهيئة الملكية حجر الأساس لمنتجع شرعان، وهو منتجع منحوت في الجبال يضم عددًا من الأجنحة الفندقية، وموقعًا يضم مساحات مبتكرة ومجهزة بأحدث الوسائل والخدمات التقنية لعقد لقاءات قمة وقياديي الأعمال والرؤساء التنفيذيين والفنانين وغيرهم، وسيتم تجهيزه بأحدث الوسائل والخدمات التقنية ليستقبل ويستضيف لقاءات واجتماعات قمة على مستوى المنطقة والعالم، وقد صُمِّم بشكل مبتكر بالتعاون مع المعماري الفرنسي الشهير جون نوفيل.

الناتج المحلي

تماشيًا مع أهداف ورؤية المملكة 2030، ستساهم الهيئة الملكية لمحافظة العلا من خلال «رؤية العلا»، بإضافة ما مقداره 120 مليار ريال سعودي للناتج المحلي للمملكة، بحلول عام 2035، والتي سيتم ضخ معظمها في الاقتصاد المحلي لمحافظة العلا.

وتعمل الهيئة الملكية على إشراك المجتمع المحلي بشكل مكثّف ليكون لهم دور بارز وفعّال في هذه المشاريع من خلال برنامج «حمّاية»، والذي يُتيح الفرصة لـ2,500 من أهالي العلا ليكونوا حماة للتراث الطبيعي والإنساني في العلا.

ابتعاث دولي

أطلقت الهيئة الملكية المرحلة الثانية من برنامج الابتعاث الدولي، والذي يُوفّر لأبناء وبنات العلا فرصة الدراسة في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا في مجالات مختلفة تتعلّق بخطط التنمية الخاصة بالعلا، مما سيساهم بشكل كبير وفعّال في دعم هذه المشاريع وإعطائها طابعًا محليًا بمعايير عالمية.