محمد العويس - الأحساء

باستخدام بقايا الأخشاب والنخيل «المرمي»

في بلدة الشقيق الواقعة ضمن بلدات القطاع الشمالي بمحافظة الأحساء نجح الشاب عمر سالم القاسم البالغ من العمر 27 عاما في تحويل جزء من المزرعة الخاصة بهم إلى (بيت الشجرة المعلق) جعل منه مكانا جاذبا، مستفيدا من الخبرات التي اكتسبها والعمل على تطويرها في الأعمال الخشبية في الديكور والأثاث والإنشاءات المنزلية وعشقه لهذه الهواية كبقية الهوايات الأخرى ككتابة الشعر والتصميم والتصوير والمونتاج وممارسة كرة القدم.

بداية التعلم واكتساب الخبرة عن قصة حب هواية الأعمال الخشبية في الديكور والأثاث والإنشاءات المنزلية وبناء بيت الشجرة، قال القاسم: البداية كانت قبل أربع سنوات في سنتي السادسة بكلية الطب عندما كنت أتردد كثيرا لمزرعة تعود للخال عمر العقيل في بلدة الشقيق، ورأينا أن نطور جزءا من المزرعة بأيدينا وبأقل التكاليف واستخدام الأخشاب والمواد المرمية بالصحارى وغيرها، وفي بداية المشروع الأول كانت مشاركتي تقتصر على التصميم والتخطيط للعمل، وطرح الأفكار وإبداء الرأي والمساعدة في حمل الأخشاب المستعملة وتفكيكها وتنظيفها وتجهيزها للعمل، وأثناء العمل كان لدي الفضول بتعلم استخدام الآلات والأدوات الخاصة بالنجارة، فكنت أدقق بالمشاهدة وملاحظة العاملين عليها ومن ثم محاولة استعمالها شخصيا على بقايا الأخشاب، ومن أول محاولة فردية متواضعة كان المذاق رائعا مما دفعني للمحاولة مرات عديدة، وبتوالي المحاولات والمتعة الناتجة عنها وجدت أنني أنتمي لهذه الهواية ومنها اكتسبت الأساسيات بالعمل، ومع نهاية المشروع الأول والاستمتاع بالنظر للنتيجة أخذنا الحماس للبدء في المشروع التالي، ثم الثالث وهكذا بأفكار وتجارب مختلفة وفي كل مشروع يكون لي دور أكبر بالعمل، حتى اكتسبت الخبرة الكافية للعمل بشكل متفرد، وبعد أول مكافأة في سنة الامتياز قررت اقتناء الأدوات والآلات الأساسية في عالم النجارة والبدء بعمل الأفكار والمشاريع الخاصة بي، وكانت البداية بعمل الحلوق المنزلية والجداريات وغيرها وقطع الأثاث الصغيرة ثم تطور الفكر والطموح والمهارة لعمل مشاريع أكبر، كمشروع بيت الشجرة.

وقال: الأدوات المستخدمة في «بيت الشجرة» كانت عدة أنواع من المناشير كالمنشار الدوار ومنشار المنحنيات والقاطع وآلات التنعيم والتقشير وآلة اللحام والمثقاب المحمول والدباسة الهوائية والأدوات الأخرى كالمطارق والمفاتيح وغيرها. بالإضافة لأدوات السلامة والمواد الأولية للعمل.

وعن اختيار بيئة الأحساء ومزارعها لتنفيذ (بيت الشجرة)، قال: لكي يبرز العمل بالصورة المرجوة، لا بد من اختيار المكان المناسب لطبيعة العمل، فالفكرة كانت بإنشاء بيت معلق بين الأشجار، وكان من الواجب أن تتوافر الطبيعة والأشجار لنجاح المشروع، والأحساء واحة مشهورة بنخيلها وبيئتها الطبيعية، فاخترت أن يكون المشروع في إحدى الزوايا المهملة بالمزرعة وبين نخلاتٍ ثلاث، واتخذت أثناء التصميم والعمل التدابير اللازمة لسلامة المكان كتقدير قدرة التحمل وتوزيع الأحمال وسلامة التوصيل الكهربائي وتوفير طفايات الحريق.