دلال عبدالله يوسف

أيام قليلة فصلتنا عن بداية السنة الجديدة وما زلنا في فوضى بين أقدار مجهولة تنتظرنا وأمنيات كثيرة في طور تحقيقها ولكن الأمل سيظل نابضا في أحلامنا المعلقة، وكل ما أتى وسيأتي من الله فهو جميل، وعلى هذا الأساس سأستقبل السنة الجديدة وأنا أتنفس الصعداء من الأعماق رغم كل الأحداث الأليمة وما مررنا به أنا مؤمنه بأن العثرات والمِحن تكشف معادن كل من حولنا.

هُناكَ مَن يُحبك بصدق ويجيد العزف على أوتار حزنك بإيجابية ليحول بكاءك إلى مقطوعة موسيقية تُطرب روحك، وآخرون قادرون على قلب مزاجك إلى حرائق غابات كاليفورنيا تلتهم الأخضر واليابس من هنائك وسكينة مشاعرك، لذلك عندما تبدأ مرحلة جديدة في حياتك احرص على بتر علاقاتك بالأشخاص السلبيين الذين يشكلون خطرا على نفسيتك وذاتك.

ضمن خطتك لهذا العام تذكر لن يلزمك الصديق الذي لم تجده بجانبك وقت الضيق ولا الرفيق الذي يعكّر صفو ابتسامتك بسلبيته المسمومة ونقّح محيطك من القلوب التي تحمل تجاهك الضغينة والحسد ولا تمدك بالخير فاجذب لك ما يشبهك، لا تنس أن مجاملة الوقحين جريمة في حق أخلاقك فلا تهدر طاقتك في مجاملة من لا يحترمك، نعم تسامح مع المخطئين وأحيانا جامل حفاظاً على الود ولكن ليس على حساب كرامتك هناك من يظن مجاملتك له مداسا ليرتفع فلا ترض بإهانة ذاتك.. أبداً!

استقبل السنة الحالية بالأمل وأنصت لصوت قلبك وبالدعاء تتنفس الأرواح المُتعبة لتتوضّب الأحزان المبعثرة، كُن مُستمعا جيداً لحديث ذاتكَ، انتبه لحدسك ولا تهمل الرسائل الكونية، انهض ولا ترض بالهزائم حتى وإن طالَ خريف حيرتك حتماً سيشتد موسم البكاء وتُمطر الأعين لتزهر غابات صبركَ ويخضرّ الدرب بربيع انتصاراتك، لا تنس أبداً أن «تقاوم» لأن الحياة تكره الضعفاء المستسلمين ولا عذر لمن يسقط ويستقيل، الإنجاز الحقيقي عندما تتعثر وتواجه الصعوبات وتستسلم ثم تعود لتنهض بقوة لتحقق شيئا من اللاشيء فلا إنجاز خالد سيقدمه لنا القدر على طبق من ذهب نحن من سنحفر الصخر ونأتي بالذهب لنصنع منه ما يحقق طموحاتنا ويرضي غرور أمنياتنا.

صديقي القارئ الطامح لنيل الفرح والارتقاء والإنجازات لا تغادر هذا العام دون إعادة هيكلة لطموحاتك واجعل من مقاومتك متنفسا لتحقيقها، فالحياة عبارة عن حياة أخرى يجب أن نعيشها بكل مراحلها حتى وإن هزمتك فلا تستسلم لظلامها ولن يفوز قلبك بالسلام الداخلي إذا لم تكن مناضلا على أرضها حتى إن تاهت خطى أفكارك ثم وصلت إلى طريق مغلق ظننتَ بأن لا نهاية له وتعثرت عند حافة الانهيار وشعرت كأنك مكبل بأغلال الخسارات وأن كل الأحلام أصبحت أضدادا وحُطاما.. قاوم حتى آخر نفس واخلق لك من الفرص كل يوم جديدا!

@DalalAlMasha3er