يوسف الحربي

مرة أخرى ترسخ وزارة الثقافة السعودية خطواتها الجادة ورؤيتها الخلاقة في طرح برامجها الاستشرافية مع مطلع العام الجديد، بالسعي المستمر في تشريك الشباب واستقطاب المواهب والمبدعين والمثقفين والمهتمين بالثقافة ككل حيوي ومؤثّر في المنظومة التنموية، بالنفاذ للأفكار الإبداعية والتحوّل من ثقافة النخبة إلى النخبة الثقافية الموسّعة.

ولعلنا هنا نشدد على أهمية إشراك هذه النخبة في هذه المرحلة وفتح الأبواب لها لتكوّن ثباتها المبني على الوعي والتطلّع للأفضل والاطلاع على التناسق التنموي المتوازي بين العلم والمعرفة والاقتصاد والمجتمع، بما يضمن روح البناء المتكاملة بين كل القطاعات وكل الفئات وبمختلف الإمكانيات، خدمة لرؤى المملكة الاقتصادية وبالخصوص رؤية 2030 التي باتت تشكّل المنعرج الحاسم في التوافق الحقيقي بين كل القطاعات لبناء حضور قوي ومتوازن ومنفتح على العالم.

وقد فتحت الوزارة من خلال مركز الأفكار الثقافية باب التسجيل أمام أصحاب الأفكار الثقافية الخلاّقة من مبدعين ومبدعات في جميع المجالات والأنشطة والفعاليات بمبادرة «ماراثون الأفكار الثقافية» وهي مبادرة استثنائية تقام لأول مرة في المملكة بالشراكة والدعم بين وزارة الثقافة والمؤسسات المالية، حيث ستكون المبادرة مخصّصة لـ11 مجالا هي المتاحف، الأفلام، التراث، الأزياء، المكتبات، الأدب، النشر، فنون الطهي، الفنون البصرية، فنون العمارة والتصميم، المسرح والفنون الأدائية، الموسيقى.

وهي فرصة ومنفذ حقيقي قادر على خلق روح المبادرة والتفكير والتأمل في الفعل والنشاط الثقافي والرغبة في النهضة بالقطاع من خلال عدة أفكار متنوّعة الاختصاصات قادرة على اختصار البحث والتعمّق في المتابعة لكل تفاصيل الثقافة الوطنية.

فمن خلال الأفراد والشركات المتخصّصة في تنظيم الأنشطة الثقافية ورواد الأعمال، يمكن احتواء أفكار جديدة وزوايا مختلفة وتصوّرات قادرة على احتواء برامج ثقافية جديدة وعميقة وحقيقية.

ولذلك اختارت الوزارة هذه المبادرة بما يضمن خلق روح المنافسة والابتكار وتعزيز العمل الجماعي وتعميق النظرة للثقافة السعودية كمجال حيوي ونشيط وله منافذه الإبداعية والابتكارية في عدة جوانب إبداعية منها الفنون والأدب والتراث والتنظيم والابتكار بما يتوافق مع الخصوصيات التي تميّز المملكة وقدرتها على احتواء أبنائها المبدعين.

وفي الختام هذه المبادرات الوقع الإيجابي والفعل التشاركي الذي يمنح الثقة في كل فكرة والإيمان بها والسعي لتطويرها بإمكانيات قادرة على بلورتها وتفكيكها وترتيبها لتكون ذات قيمة مؤثرة واستقطابها وتحويلها إلى حقيقة ومن ذلك كسب المبدع السعودي واحتواؤه إضافة إلى تشريك المختصين والمثقفين في خلق فضاء حيوي لخبراتهم واهتماماتهم بالشكل الأمثل.

yousifalharbi@