كلمة اليوم

تستقبل شعوب العالم اليوم الجمعة العام الميلادي الجديد 2021م، والأمل يحدوهم أن يكون عام خير يسوده السلام، ومع أولى ساعات عام 2021م تستشرف المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة تؤطرها رؤية واعدة نحو النماء والتطور بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «يحفظهما الله»، وجهودهما وحكمتهما وتضحياتهما في سبيل تعزيز أدوار المملكة إقليميا وعالميا وتعميقها في المحافل الدولية في صناعة القرار العالمي، فغدت الدولة تشكل عنصر دفع قويا للصوت العربي والإسلامي على حد سواء.

كما أن التضحيات اللامحدودة التي قدمتها المملكة خلال العام الميلادي المنصرم، في سبيل حماية البشر والدول من آثار جائحة كورونا المستجد (كوفيد 19) هذه الأزمة غير المسبوقة في التاريخ الحديث، سواء عن طريق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي تم اتخاذها على الصعيد المحلي، وما يوازي تلك الجهود من توفير الرعاية الشاملة والمجانية منذ مراحل بداية الجائحة وما ترتب على ذلك من تجهيز كامل للنظام الصحي وتوفير سبل الفحص والعلاج، وما يرتبط بهذه الحيثيات من إعادة للعالقين في الخارج وتقديم الخدمات لكافة المتواجدين على أرض المملكة من مواطنين ومقيمين، دون الالتفات إلى جنسية المقيم أو سبب وجوده أو حتى نظاميته من عدمها، وما تم بفضل استدامة هذه الجهود من لدن القيادة الحكيمة من بلوغ مراحل مطمئنة في أوقات سابقت أكثر دول العالم تقدما وأبهرتها ونالت إعجابها وإشادتها، لحين بلوغ المشهد الراهن والذي غدت فيه المملكة من أوائل الدول التي توفر اللقاح للمواطنين والمقيمين على حد سواء وبالمجان، فيما يعكس تلك الركائز الثابتة في رؤية الدولة وسياساتها وإستراتيجياتها، وما نرصده بالتوازي من هذه الجهود التي بذلتها المملكة خلال رئاستها لمجموعة العشرين في هذا العام الاستثنائي، وما قدمته من مبادرات ودعم لكل ما من شأنه ضمان قدرة دول العالم وشعوبه على أن تصمد في وجه هذه الأزمة، خاصة تلك التي لا تتوافر لديها مقومات القدرة على مجابهة هذه الجائحة.

ولعلنا حين نمعن في تفاصيل ما آنف ذكره نستلهم الأبعاد المحلية والإقليمية والدولية لجهود الدولة في سبيل خدمة الإنسانية، وضمان أمن العالم، عطفا على مكانة المملكة وريادتها وتأثيرها، وهو ما يحقق واقعها المشرق واستدامة نهضتها التنموية نحو آفاق رؤية المستقبل.