د. شلاش الضبعان يكتب:

بعض المؤسسات مناخها جاف، حار صيفا بارد شتاء، وبعض المؤسسات مناخها ممطر، وبعض المؤسسات مناخها معتدل، وبعضها ملوث، فلكل مؤسسة مناخها الذي يجب أن نهتم به، ونبنيه وفق أسس صحيحة حتى تنجح مؤسساتنا ومن ثم نحقق رؤيتنا.

يعرف علماء الإدارة المناخ التنظيمي بأنه البيئة الداخلية - مادية وغير مادية- التي يعمل الفرد في إطارها.

وبالتالي فمن يصنع مناخ المؤسسة عناصر متعددة، منها الهيكل التنظيمي فللهيكل دور في مرونة العمل وقساوته، وتعاون الأقسام وتصادمها، بالإضافة إلى نمط القيادة، فخلف كل مناخ ابحث عن القائد، قد يكون مشجعا على الإبداع، وقد يكون قاتلا له، وقد يكون هو من يبحث عن تعكير المناخ عامدا أو جاهلا، فبعض المؤسسات ما إن تدخلها حتى يتم استقبالك بما يدل على أن خلف مستقبليك مناخا يشجعهم على العطاء والتميز ويشعرهم بأنهم أبناء هذه المؤسسة، وبعض المؤسسات ما إن تدخلها حتى تصاب بالكآبة قبل من تحيط بهم جدرانها.

أيضا نمط الاتصال في المؤسسات مهم في صناعة المناخ التنظيمي، فكلما كان الاتصال أقوى ووفق أسس صحيحة، بحيث ينجو من القطيعة والتصرفات غير المناسبة، كما ينجو من التواصل الزائد عن الحد بحيث تتحول المكاتب إلى جلسات وموائد، كان مردود ذلك على المناخ التنظيمي جودة ودفعا للعطاء.

أيضا مشاركة الموظفين في اتخاذ القرارات، فسياسة:

ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستأمرون وهم شهود

دمارها على المناخ التنظيمي واضح، فمع الوقت لا يشعر الموظف بأنه جزء من المؤسسة، فهو لا يشارك في قراراتها، وقد يتسبب في خلق المشاكل لهذه القرارات ومن وراءها.

أيضا طبيعة العمل مؤثرة في المناخ التنظيمي، ولذلك لا بد من تخفيف آثار العمل ذات الطبيعة الصعبة بدلا من تعقيدها، وتقدير العاملين فيها، مع استخدام الأساليب الحديثة في تحقيق النتائج بأقل وقت وجهد ومال.

أيضا استخدام التكنولوجيا في العمل له دوره في المناخ التنظيمي، فالتكنولوجيا ميسرة ومسهلة للعمل، لا مشغلة ومشتتة أو مدمرة للروح المعنوية للموظفين.

هذه أمور يحتاجها القائد والموظف، فالقائد دوره محوري في الرقي بمؤسسته ولن ترقى مؤسسة بمناخ ملوث، والموظف يستطيع أن يصنع مناخه الخاص باحتسابه وتميزه مهما كان الجو من حوله عاصفا.

@shlash2020