د. نورة عبدالله الهديب

عطاء شباب الوطن في المجالات المختلفة جعلنا نرى بوادر بعض الإنجازات التي تسعى لها رؤية ٢٠٣٠. خاصة في المجالات الاستثمارية والتسويقية التي كرس بعض الشباب جهودهم فيها حتى برزوا وبأشكال متعددة. وأرى ذلك في مدينتي «الأحساء» وبما أنها تتميز عن غيرها بكثافة سكانها وطبقاتها الاجتماعية المختلفة والفئات المتنوعة، نجح أهلها في توظيف هذا التنوع لتكون الأحساء محطة سياحية فريدة من نوعها.

ازدهار مدينة الأحساء خلال الفترة الماضية شجع شبابها وفتياتها على الخوض في التجارب الاستثمارية المتعددة. مما أتاح فرصة تفعيل المهارات وصقل الهوايات بشكل استثماري يعين المجتمع وبيئته على الحركة والتطور. ولتنوع المحتوى الاستهلاكي دور كبير في استمرار عجلة سوق العمل، ولكن التكرار يصيب المستهلك بالملل والبحث عن البدائل. على سبيل المثال، تكتظ بعض الشوارع بالمقاهي المختصة بالقهوة والعربات المتنقلة. شخصيا، عندما أدخل إلى بعض المقاهي -عادة- ما يكون سؤالي عن المشروب الخاص بالمقهى.

تتعدد الإجابات والمشروب واحد في بعض الأماكن، بينما لا إجابة محددة في بعض الأماكن الأخرى. جميل أن ينجز شبابنا مثل هذه الأعمال الاستثمارية الصغيرة والأجمل أن يكون هناك تنوع في أشكالها ومحتوياتها.

فالمستهلك يحتاج إلى التغيير والتجديد، والإضافات المدروسة من قبل أصحاب المقاهي تزيد من استمرارية نجاح المنتج. والتميز يكمن في الشفرة السحرية للمنتج وتجديد الأفكار التسويقية بذكاء بعيدا عن تكرار الكلمات التسويقية من قبل بعض المشاهير.

وفي بعض الأحيان يكون الركود حليف النجاح السريع، والعكس أحيانا. فشراء مزاج المستهلك له أساليب متعددة تعتمد على قدرة صاحب المنتج في دراسة الحاجة الشخصية للمستهلك والعامة لمحيطه أو مجتمعه. لأن معرفة الحاجة تقود صاحبها إلى الابتكار والذي بدوره قد يضيف تميزا ذهبيا لصاحبه. وأخيرا، فإن الابتعاد عن التقليد يجنب صاحبه الخسارة، وكثرة نسخ المحلات بأنواعها يصيب المستهلك بالملل. والتفرد بالإضافات الموسمية وابتكار محتويات خاصة للمنتج يعتبر عامل جذب مهما للمستهلك مع توافر بيئة متجددة تتناسب مع ثقافة المجتمع.

فالاستفراد بكلمة «قهوة مختصة» في بعض المقاهي، جعل البعض منا لا يعطي الاختصاص أهميته. لأن قهوتنا العربية هي الأصل في الاختصاص بالنسبة لنا، ودخول ثقافة القهوة العالمية في مجتمعنا يحتاج إلى توعية ذوقية إن صح التعبير. وفي النهاية، فإن التوفيق بيده تعالى مع بذل الأسباب والجهود ليكون العطاء مستمرا ومتنوعا.

FofKEDL@