آسيا تايمز

قال موقع «آسيا تايمز»: إن اللعبة في أفغانستان اقتربت من نهايتها، لكن بقاء الحكومة الأفغانية في حقيقة الأمر يعتمد على الدعم المالي والعسكري الأمريكي.

وبحسب مقال للدبلوماسي الهندي السابق، بهادراكومار، تبدو آفاق استئناف محادثات السلام الأفغانية في يناير المقبل مشرقة على الرغم من التصاعد الأخير في أعمال العنف التي تشارك فيها طالبان والقوات الحكومية الأفغانية والقوات الجوية الأمريكية، والتي تسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.

وأضاف: ثمة عدد كبير من الآراء حول الحاجة الماسة للحد من العنف لخلق مناخ يرسم الطريق إلى الأمام من أجل سلام دائم.

خفض القوات

ونوه بأن الحدثين الأساسيين اللذين أفضيا إلى هذه النقطة كانا، إعلان البنتاغون بشأن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى 2500 بحلول منتصف يناير، والزيارة الرائدة التي قام بها رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى كابول مؤخرا.

ومضى يقول: إذا كان ترامب قد أشار إلى أنه يعتزم بجدية فرض إرادته على انسحاب القوات، يمكن اعتبار زيارة عمران خان الأولى على الإطلاق إلى كابول كرئيس للوزراء بمثابة محاولة جادة لتحويل العلاقة الباكستانية الأفغانية المضطربة إلى شراكة من أجل السلام في المنطقة.

وأردف: اكتسب هذان المساران المترابطان زخما وسط الإدراك المتزايد في كل من إسلام أباد وكابول بأنه لن يكون هناك أي تحول جذري في السياسة في إدارة جو بايدن، علاوة على ذلك، يجب ملاحظة التأثير الواقعي لمؤتمر أفغانستان 2020 الافتراضي في جنيف (23-24 نوفمبر).

وأوضح أن المؤتمر الأفغاني في جنيف نتجت عنه تعهدات تتراوح بين 12 مليار دولار و13 مليار دولار للفترة 2021-24، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 20 ٪ تقريبا مقارنة بالتعهدات 2017-20 وأقل بكثير من توقعات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لاحتياجات البلاد، حيث يمكن للأموال التي تم التعهد بها أن تحافظ على استمرار عمل الدولة الأفغانية.

وأضاف: في الواقع، في حالة ما بعد الجائحة، يبقى أن نرى ما إذا كان سيتم الوفاء بهذه التعهدات، ونوه بأن العديد من المانحين ربطوا التعهدات بشروط، ولا سيما الخطوات الجادة لمكافحة الفساد من جانب الحكومة الأفغانية بقيادة الرئيس أشرف غني.

إسدال الستار

ولفت إلى أن إسدال الستار على الحرب التي تقودها الولايات المتحدة والإدراك الصادم لظهور إرهاق المانحين داخل المجتمع الدولي يزيد من المشكلة، مشيرا إلى أن بعض الدول، ومن بينها الولايات المتحدة كأكبر مانح، لم تتعهد حتى لمدة 4 سنوات كاملة، مما يضع التنمية في أفغانستان على أرضية متزعزعة.

وتابع: من الناحية السياسية، أصبح تقاسم السلطة مع طالبان نقطة خلافية، من ناحية أخرى، لم يعد انسحاب القوات الأمريكية المستند إلى الشروط خيارا واقعيا.

وأردف: الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بفرض «المشروطية» على طالبان، التي تؤكد أنه ما لم يتم انسحاب القوات بحلول مايو، فإنها ستعود إلى الحرب ضد قوات الناتو.

وأشار إلى أن هذا التحول الهائل في النموذج يضفي شعورا بالإلحاح بأن اتفاقية السلام في مصلحة الجميع.

ومضى يقول: بالنظر إلى المستقبل، سيسعى بايدن إلى بعض الوجود العسكري الأمريكي المتبقي في أفغانستان لتمكين عمليات مكافحة الإرهاب.

أما طالبان، فقد تسعى إلى حكومة انتقالية. وسيتعين على الولايات المتحدة الاستفادة من نفوذها لدى الحكومة الأفغانية للموافقة على حكومة انتقالية، خاصة بقاء الحكومة الأفغانية يعتمد على الدعم المالي والعسكري الأمريكي.