عطيةً الزهراني - الجبيل

المسؤولية حائرة بين الشركة والهيئة الملكية والسكان يعانون

شكا ساكنون في الجبيل الصناعية من استمرار انقطاع التيار الكهربائي في بعض الأحياء، منها حي الفيحاء والفردوس، إذ يقضون ساعات طويلة في الظلام بسبب الانقطاعات المفاجئة للتيار، وهو الأمر الذي يؤثر سلبا على أسلوب معيشتهم، خاصة أبناءهم الذين يعجزون عن متابعة دراستهم، إضافة إلى تعطل الأجهزة الكهربائية مطالبين الجهات المعنية بإيجاد حلول لتلك المشكلة.

وقال المواطن حمد المحيسن، نعاني من قطع التيار الكهربائي المستمر، ولن أكون مبالغا إذا قلت إن هذا الأمر يتكرر شهريا عدة مرات، ما أثر على أبنائنا وقدرتهم على تحصيل دروسهم في ظل اضطرارهم للتعليم عن بُعد واستخدام أجهزة الكمبيوتر في البيت للتواصل مع مدرسيهم، مضيفا: بخلاف معاناتنا نحن من عدم قدرتنا على استخدام الأفران الكهربائية وغيرها في إعداد الطعام والتعامل مع الحياة اليومية ومتطلباتها.

وأضاف، إنه كلما تكرر الانقطاع تواصلنا مع طوارئ الكهرباء، التي تجيبنا بنفس الإجابات عن أسباب الانقطاع وهو وجود عطل في المغذي أو المحول الموجود في حيكم، مستطردا: وعند السؤال كم سيستغرق الإصلاح الجواب من ساعة إلى ثلاث ساعات.

وعن دور الهيئة الملكية لتسهيل الإصلاحات، قال المحيسن: أعتقد بل أجزم بأنه لا دور لهم نهائيا، وكأن الأمر لا يعنيهم، متابعا: الأسوأ ما حدث في شهر رمضان، الذي عانينا فيه من انقطاع الكهرباء أحيانا لفترات من الساعة 2 صباحا وحتى 7 صباحا بصفة مستمرة.

عفوا.. الميزانية لا تسمح

ولخص الساكن هاني الشمري مشكلة انقطاع التيار المتكرر في أحياء الجبيل الصناعية في عدد من النقاط، التي تضمنت، طبيعة المشكلة وتوقيتها بشكل متكرر، خاصة في شهور الصيف وموسم الرطوبة لعدة ساعات، حيث تلامس درجات الحرارة نهاية الأربعينيات، والرطوبة 90 % دون أي حلول جذرية للمشكلة، وأيضا أصول المشكلة، التي تمتد منذ عام 2005 وبنفس الطريقة والشكل والمضمون، حتى الآن، مضيفا: النقطة الثالثة هو ما كشف عنه التواصل مع مدير قسم المشتركين في الجبيل البلد، الذي أفاد بأن المشكلة تكمن في قِدم شبكة الكهرباء في حي الفيحاء وزيادة عدد السكان، وأن الحل المطلوب هو تطوير الشبكة الأرضية والتمديدات الكهربائية بما يتوافق مع المتطلبات الحالية الأمر الذي يحتاج ميزانية كبيرة غير متوافرة حاليا.

وأشار إلى أن من بين الأسباب، التي ذكرها المسؤول أيضا، أن «الكهرباء» على خلاف مع الهيئة الملكية بالجبيل بسبب رفض الأخيرة، منح شركة الكهرباء التراخيص المطلوبة والموافقات اللازمة لتطوير الشبكة الأرضية والتمديدات، وطلب المسؤول من الشاكين، الذهاب شخصيا إلى المختصين في الهيئة الملكية والمطالبة بحلول جذرية للمشكلة، متابعا: أنا بشكل شخصي، تقدمت بعدة شكاوى على موقع الشركة على الإنترنت بحسب نظام وإجراءات الشكاوى دون أي جدوى وفي أحسن الأحوال كان الرد اعتذارا باسم الشركة عن العطل، كما تقدمت بشكاوى كثيرة على رقم الطوارئ ولم يختلف الأمر كثيرا، فقد انتهى الأمر أيضا برسالة على جوالي الشخصي بـ«تعتذر الشركة عن العطل المفاجئ الخارج عن إرادتها».

وعن تأثير الانقطاعات، قال الشمري، إن تأثيرها يطال كافة أفراد الأسرة ويعوق حياتهم، خاصة في حال الانقطاع ليلا، الذي يعد أزمة كبيرة، خاصة على الأطفال الصغار والرضع الذين يسمع بكاؤهم خوفا أو مع الشعور بالحر، وتفاقم ذلك شتاء على مَنْ يدرسون منهم، إذ يجدون صعوبة في إنجاز واجباتهم والنوم باستقرار، ليستيقظوا في ساعات متأخرة يترتب عليها عدم القدرة على مواصلة الأداء الدراسي في اليوم التالي، مشيرا إلى أن هذا الأمر يسبب له بشكل شخصي مشاكل كبيرة في عمله، لعدم حصوله على القدر الكافي من ساعات النوم، خاصة أنه يعمل بنظام الورديات 12 ساعة متصلة.

وذكر أنه يضطر أحيانا لركوب سيارته والتجول بها في الشوارع للتغلب على عدم قدرته على النوم أو البقاء في المنزل مع استمرار انقطاع التيار، مستنكرا دفع فواتير مرتفعة مقابل خدمة سيئة في بعض الأحيان وعدم تقدير مسؤولي الشركة في الجبيل.

وأشار الشمري، إلى أن قطع الخدمة عن السوق المركزي في الفيحاء مع المسجد، ذات يوم، حرم المصلين من الصلاة وأتلف بعض البضائع في السوق، مؤكدا أن هذا الوضع على مشارف نهاية عام 2020 يصعب استمراره، خاصة أن المملكة تشهد ازدهارا وتطويرا مستمرا لكل الخدمات والمرافق لينعم المواطن بالراحة والاستقرار المطلوب.

واختتم قائلا: مع استمرار الأزمة لعدة سنوات، لم يكن للهيئة الملكية أي دور إيجابي في حلها، بل وتلقي بالمسؤولية على مقدم الخدمة وهو شركة الكهرباء، ما يجعلني أتساءل عن دورها، متابعا: وباعتباري من سكان الجبيل الصناعية لمدة تجاوزت 23 عاما لا أعلم لمَنْ أشكو في الهيئة الملكية بخصوص هذه المشكلة، ولا أتوقع أن تكون لي علاقة كمستفيد في الموضوع سوى أنني «المتضرر»، الذي ينحصر دوره في «دفع الفاتورة» خوفا من انقطاع الخدمة، وهو الإجراء الذي لن تتردد الشركة عن اتخاذه إذا لم أسدد.

البنية التحتية حائرة

وقال الساكن صالح البقعاوي، إن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، خاصة في فصل الصيف، بات معاناة مستمرة، وتزداد عواقبه مع اضطرار الأبناء لمواصلة دراستهم عن بُعد مع استمرار تداعيات جائحة كورونا، إذ نضطر كل مرة للتواصل مع المدارس لنقدم الأعذار، على ما يعتقدون أنه غياب من الأبناء، مضيفا إن هناك تواصلا مع شركة الكهرباء بالجبيل، وأفادوا بوجود مشكلة في البنية التحتية، وأن هناك محاولة مع الهيئة الملكية لمنحهم الإذن بالتصريح للحفر، حيث ترفض الهيئة السماح بذلك.

وذكر أنه بالمقابل، أفاده التواصل مع مكتب رئيس الهيئة الملكية بالجبيل، بأن البنية مؤهلة لمد الأسلاك منذ الإنشاء، مطالبة بأهمية إيجاد حل سريع وجذري، للمشكلة باعتبار أنها تمس المواطن بشكل مباشر رغم التزامه بسداد الفواتير، ولا ذنب له فيما يحدث بين الهيئة الملكية وشركة الكهرباء.

التعويض حق

أكد المحامي عبدالعزيز البوعينين، أنه يحق لمَنْ تضرر من انقطاع التيار الكهربائي، التقدم بشكوى لمقدم الخدمة بطلب للتعويض عن الأضرار مصحوباً بالمستندات المؤيدة لطلبه، مشددا على أن مقدم الخدمة يلتزم معالجة الشكوى خلال مدة زمنية محددة، وفي حال عدم التجاوب، فيتقدم المستهلك بشكوى إلى لجنة فض المنازعات في هيئة تنظيم الكهرباء، موضحا أنه استنادا للمادة الثالثة عشرة من نظام الكهرباء:

‏«تختص لجنة فض المنازعات ـ دون المساس بإمكان استخدام أي وسيلة أخرى لفض المنازعات تنص عليها الاتفاقيات السارية بين أطراف النزاع ـ بالفصل النزاع بين شخص مرخص له ومستهلك أو أكثر».

الهيئة الملكية: متعاونون مع مختلف القطاعات

وأكدت الهيئة الملكية أنها على تعاون مستمر مع مختلف القطاعات بالجبيل الصناعية، لتقديم أفضل الخدمات لأي ساكن، مؤكدة أن جميع الخدمات صممت منذ التأسيس ببنية تحتية وفق أحدث الطرز بمواصفات سهلة ومرنة وفعالة لمختلف الأعمال.

«الكهرباء» بلا رد

بدورها تواصلت «اليوم» مع المتحدث الرسمي مدير الشؤون الإعلامية لشركة الكهرباء حسن الصبحي، وقال سنتواصل مع الجهة المختصة في المنطقة وسنوافيكم بالتفاصيل، وحتى مثول سطور تحقيقنا للطبع لم يصلنا الرد.