صفاء قرة محمد - بيروت

بسبب تضييع البوصلة عمن يقف وراء «جريمة العصر»

يكثر الكلام في الآونة الأخيرة عن أن المرحلة المقبلة في لبنان ستكون شديدة الخطورة، خصوصا بعد ادعاء مدعي عام التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، حيث لا تستبعد أوساط متابعة عبر «اليوم»، «عودة شبح الاغتيالات السياسية». وعزت المصادر المطلعة ذلك إلى «محاولة لتضييع البوصلة عن من يقف وراء انفجار جريمة العصر وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر في البحث عن الحقيقة، وهي محاولة جديدة من قبل من يحكم لبنان إلى بث أجواء القلق في البلاد خصوصا قي ظل عدم الاتفاق على تشكيل حكومة إنقاذ كما تريدها المبادرة الفرنسية، والتي قد تفعل خلال أو بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان في 22 الجاري».

وعلمت «اليوم» أن «هنالك تحركات شعبية ضاغطة في المرحلة المقبلة ضد منظومة الفساد لفضح فساد هذه الطبقة السياسية، والجريمة الكبرى التي ارتكبوها بداية جريمة مرفأ بيروت، ومن ثم تمييع التحقيق في جريمة العصر، ولهذا فإن الشعب اللبناني، الذي ثار غاضبا في 17 اكتوبر، لن تتوقف ثورته حتى رحيل الطبقة السياسية الفاسدة ومحاسبة المرتكبين فيها».

وحض رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، في حديث صحافي، «القضاء على مواصلة التحقيق في جريمة تفجير المرفأ حتى إنجازه نهائيا»، منتقدا «سعي أفرقاء إلى خلق مناخ سياسي وطائفي بغية إجهاض التحقيق ومنع محاسبة المرتكبين». وأبدى «اعتقاده بأن ثمة نوعا من التعسف والاستنسابية في الادعاءات القضائية الأخيرة الصادرة عن القاضي فادي صوان».

مشاركة باسيل

ونفى باسيل «الكلام عن طلبه الحصول على الثلث المعطل (7 وزراء)»، مشيرا إلى أن «التيار الوطني الحر لم يقرر إلى اليوم المشاركة في الحكومة من عدمها، أو حتى تأييدها».

وقال: «لم نطلب لا الثلث المعطل ولا أي وزارة، جل ما نريده تشكيل حكومة على قواعد واضحة»، مؤكدا أن «المبادرة الفرنسية لم تنته بدليل زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون، لكني حزين لأن أراه أكثر قلقا على لبنان من اللبنانيين أنفسهم».

وشدد على أن «مواقفه السياسية لا علاقة لها بالعقوبات التي طالته، ومستقلة تماما عنها»، وأضاف: «إن ما يهمني في ما حصل هو الظلم الذي لحق بي نتيجة تهمة الفساد. وستبين الأيام أنها تهمة باطلة، وسأفعل كل ما يلزم لبيان ذلك».

وعن أن البعض يقول إنه انتهى سياسيا، أجاب «أنتهي حين أدفن».

وعن علاقته مع الرئيس الحريري، قال: «إنها علاقة حب وانتقام، الحب من جانبي والانتقام من جانبه»، على حد وصفه.

وعن الحملة الممنهجة التي تطاله، قال: «من الطبيعي أن يهاجمني كل من يشعر أنني مصدر تهديد سياسي له، ولا أعتقد أن أي شخص يمكن أن يجادل بأنني هدف لحملة ترمي إلى تدميري سياسيا، وفي أي حال توجت هذه الحملة بالعقوبات ضدي».