بندر الورثان ـ الدمام

تدخل الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 التاريخ كأحد أكثر الانتخابات إثارة للجدل، عطفًا على المفارقات التي صاحبتها، سواء خلال السباق الرئاسي بين مرشح الحزب الجمهوري الرئيس دونالد ترامب، ومرشح الحزب الديمقراطي الرئيس المنتخب جو بايدن، وحتى بعد إعلان وسائل الإعلام الأمريكية فوز المرشح بايدن ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، وألحقت المحكمة العليا الأمريكية، أول أمس، هزيمة بالجمهوريين الذين يسعون لإلغاء ما يصل إلى 2.5 مليون بطاقة اقتراع بالبريد في ولاية بنسلفانيا خلال محاولتهم تغيير هزيمة الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات، إذ رفض القضاة منع الولاية من إضفاء الطابع الرسمي على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.

ويأتي عدم قبول دونالد ترامب بهذه النتيجة، أحد أبرز المفارقات التي رسمت ملامح المشهد منذ إعلان فوز بايدن، ويتوقع أن يستمر ذلك حتى العشرين من يناير 2021، حيث لا يزال ترامب وعبر تغريداته وتصريحاته وتحركاته يحاول إثبات عدم صحة نتائج هذه الانتخابات، فيما نفى بيان لوزارة الدفاع المزاعم بشأن عرقلة تواصل فريق بايدن مع مسؤولين في وكالة الأمن الوطني، ووكالة الاستخبارات العسكرية، وأن «عشرات اللقاءات تمت جدولتها فيما سلّمت آلاف الوثائق، وبعضها سري، للفريق الانتقالي للرئيس المنتخب. وأول أمس ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس دونالد ترامب لن يحضر مراسم تنصيب بايدن، وسيغادر البيت الأبيض بطريقة دراماتيكية، تشمل القيام برحلة جوية أخيرة على متن الطائرة الرئاسية في 20 يناير إلى فلوريدا، حيث سيحضر «مهرجانًا منافسًا» لحفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، حسبما أفاد موقع «إكسيوس».

وعلى وقع الانتخابات التي لا تزال يدخل فيها الجدل والتوتر بين الحزبين الأمريكيين، كان السعوديون المقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية يراقبون هذه الأحداث وتفاعلاتها وانعكاساتها على العلاقات بين الأمريكيين، يقول خالد الشمري، وهو مواطن سعودي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية بعد إتمام دراسته في تخصص إدارة الأعمال إن المجتمع الأمريكي لا تنعكس على علاقاته الآراء والمواقف السياسية، لكن هذا كان مختلفًا تمامًا خلال الانتخابات الأخيرة.

ويضيف الشمري إنه تعرّف على أمريكيين من أنصار الحزبين الديموقراطي والجمهوري، وهم أناس عاديون يعيشون مع بعضهم في أحياء ومناطق، ومن الصعب التمييز بين المنتمي لأي من الحزبين قبل الانتخابات، والخلاف السياسي ليس ذا أهمية في علاقاتهم وحياتهم اليومية.

ولكن الوضع اختلف مع انتخابات 2020، حيث لم تشهد الانتخابات السابقة، مثل هذا الجدل الذي حصل قبيل وأثناء وبعد الانتخابات الأخيرة، فحدة النقاشات أنهت علاقات اجتماعية تمتد لسنوات، وقطعت أواصر صداقات.

ويؤكد الشمري أن انتخابات 2020 لم يكن لها تأثير مباشر على السعوديين، وهو أحد الآلاف الذين شهدوا هذه الانتخابات، إلا أنها خلقت جوًا متوترًا، وما زاد حالة الاحتقان تزامن الانتخابات مع جائحة كورونا، لكنه أمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها بعد تنصيب الرئيس جو بايدن.