حسام أبو العلا - القاهرة

الجيش الوطني يؤكد التزامه بوقف إطلاق النار ويحذر أنقرة

أكدت مصادر ليبية متعددة أن تحركات عسكرية تركية غير مسبوقة برا وبحرا وجوا تثير أجواء الحرب والتوتر في ليبيا من جديد، وأن تركيا أقامت جسرا جويا باتجاه قاعدة الوطية العسكرية غرب ليبيا.

واتهم مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي اللواء خالد المحجوب، تركيا بعرقلة الحوار الليبي من خلال التدخل العسكري وإرسال دفعات جديدة من المرتزقة، مشيرا إلى أن نظام أردوغان يريد استمرار تنظيم الإخوان في ليبيا لذا يواصل حشد الدعم العسكري للميليشيات والجماعات الإرهابية والمتطرفة التابعة للإخوان.

مرتزقة أردوغان

وقال المحجوب: الجيش الوطني الليبي رصد وصول بعض مرتزقة أردوغان ولن يقبل الليبيون المساس بسيادة أراضيهم.

كان الجيش الوطني الليبي، رصد خمس سفن تحركت من تركيا قرب المياه الإقليمية الليبية، كما أكدت تقارير دولية ومن بينها تركية استمرار هبوط طائرات عسكرية قادمة من تركيا في قاعدة الوطية العسكرية الليبية التي تسيطر عليها أنقرة.

وكشف موقع «فلايت رادار» السويدي، المتخصص في تتبع حركة الطيران العسكري، عن وصول 3 طائرات شحن عسكرية تركية من طراز «إيرباص إيه 400 إم» إلى قاعدة الوطية الجوية غرب ليبيا أقلعت من كونيا «وسط تركيا» وأماسيا «غرب»، ليصل عدد طائرات الشحن العسكرية التركية التي توجهت إلى الوطية التي اتخذتها تركيا قاعدة لها في غرب ليبيا 10 طائرات خلال أسبوع واحد.

حركة طيران

وأكد موقع «إيتاميل رادرا» الإيطالي المتخصص في رصد حركة الطيران العسكري فوق البحر المتوسط وإيطاليا، وصول طائرتي شحن تركيتين من «كونيا» إلى غرب ليبيا، بالتزامن مع تفتيش بعثة «إيريني» الأوروبية لمراقبة حظر السلاح على ليبيا سفينة تجارية تركية بشبهة نقلها أسلحة إلى ميناء مصراتة الليبي.

وكانت غرفة عمليات الكرامة التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، وجهت الوحدات العسكرية في «سرت» الأحد برفع درجة التأهب والاستعداد بعد رصد حشود وتجهيزات تركية في عدة مواقع.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بوجود معلومات حول نية تركيا إرسال دفعة جديدة من المرتزقة من عناصر الفصائل السورية الموالية لها إلى ليبيا خلال الأيام المقبلة.

ونشرت وزارة الدفاع التركية مؤخرا صورا لتدريبات عناصر قوات حكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج والموالية لأنقرة داخل معسكرات في تركيا.

إجهاض اتفاق

في مؤشر على عودة التوتر بين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق غير الشرعية التي تسيطر على العاصمة طرابلس، ما يهدد بإجهاض اتفاق جنيف بوقف إطلاق النار بين الطرفين ونسف المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة عن طريق اجتماعات في تونس والمغرب ومصر تجمع من خلالها الفرقاء الليبيين لوضع خريطة للمراحل الانتقالية للأزمة الليبية.

أصدرت القيادة العامة للجيش الليبي بيانا أمس الإثنين (حصلت «اليوم» على نسخة منه) أكدت التزامها وتمسكها التام باتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل اليه في إطار اللجنة العسكرية ( 5+5) في جنيف تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وقالت القيادة العامة في البيان: بخصوص تطور الوضع الميداني في مناطق التماس مع الميليشيات المسلحة نعرب عن قلقنا إزاء الحشود المتزايدة للميليشيات التابعة لما يعرف بحكومة الوفاق في طرابلس ومصراتة، وكذلك عمليات نقل ميليشيات وأسلحة ومعدات عسكرية باتجاه خطوط التماس غرب سرت والجفرة.

حيطة وحذر

وأكد البيان أن قيادة الجيش أصدرت تعليمات وأوامر إلى كافة وحدات القوات المسلحة أن تكون على درجة عالية من الحيطة والحذر، وعدم الانجرار وراء الاستفزازات، التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الموقف العسكري.

يأتي هذا فيما هددت حكومة الوفاق أمس بالانسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار، وقال وزير الدفاع في الحكومة صلاح الدين النمروش: «سننسحب من اتفاق الهدنة إذا شن الجيش الليبي أي هجوم».

وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، طالب في تدوينة عبر حسابه الشخصي الأحد أهالي المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات على خطوط التماس بالتعاون مع القوات المسلحة الليبية والإبلاغ عن أي تحرك للميليشيات والمرتزقة والأتراك.