علا عبدالرشيد - القاهرة

62 % من سكان المناطق الريفية بالعالم لا يمكنهم الوصول إليه بالمنازل

أظهر تقرير حديث أنه على الرغم من أن جميع المناطق الحضرية في العالم تقريبًا مشمولة بشبكة النطاق العريض المتنقل، لا تزال فجوات مثيرة للقلق في مجال «التوصيلية» والنفاذ إلى الإنترنت قائمة في المناطق الريفية، موضحًا أن هذا الأمر بات أكثر أهمية في الوقت الحالي؛ بسبب أزمة فيروس «كوفيد ـ 19».

فجوات التوصيل

ويظهر التقرير الذي أطلقه الاتحاد الدولي للاتصالات بشأن «قياس التنمية الرقمية: حقائق وأرقام عام 2020»، فجوات التوصيلية في المناطق الريفية بشكل واضح في أقل البلدان نموًا، حيث يعيش 17% من سكان الريف في مناطق لا توجد بها تغطية الشبكة المتنقلة على الإطلاق، و19% من سكان الريف لا تغطيهم سوى شبكة الجيل الثاني، موضحًا أنه وفقًا لبيانات 2019، فإن حوالي 72% من الأسر في المناطق الحضرية لديها إمكانية الوصول إلى الإنترنت في المنزل، أي ما يقرب من ضعف تلك النسبة في المناطق الريفية تقريبًا 38%.

قضية فارقة

وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، هولين جاو: يُعدّ التقرير إنذارًا بأهمية تسريع نشر البنية التحتية للإنترنت كإحدى أكثر القضايا الفارقة إلحاحًا في زمن جائحة فيروس كورونا، حيث يعمل الكثيرون ويدرسون من المنزل.

بينما أكدت مديرة مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد، دورين - بوجدان مارتن، «إن هذه الطبعة من التقرير صدرت في أوقات صعبة، حيث تتسبب جائحة فيروس كورونا في إحداث خسائر في الأرواح والمجتمعات والاقتصادات في جميع أنحاء العالم»، مستطردة: «ولأول مرة، تتضمن أبحاثنا تقديرات لحالة التوصيلية في الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان النامية غير الساحلية، بالإضافة إلى أقل البلدان نموًا: وهذه علامة بارزة مهمة جدًا في جهودنا الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة للجميع».

بلا تنمية مستدامة

ويكشف التقرير أن نحو ربع السكان في أقل البلدان نموًا والبلدان النامية غير الساحلية، ونحو 15% من السكان في الدول الجزرية الصغيرة النامية لا يتمتعون بالنفاذ إلى شبكة النطاق العريض المتنقل، وبالتالي لا يستطيعون بلوغ أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في تحقيق زيادة كبيرة في فرص الحصول على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والسعي إلى توفير فرص الوصول الشامل والميسور إلى شبكة الإنترنت في أقل البلدان نموًا بحلول عام 2020.

الانتشار بين الشباب

وذكر التقرير أنه ليس من المستغرب أن يكون استخدام الإنترنت أكثر انتشارًا بين الشباب، بغض النظر عن المنطقة أو مستوى التنمية، مشيرًا إلى أنه في حين أن ما يزيد قليلًا على نصف مجموع سكان العالم يستخدمون الإنترنت، فإن نسبة استخدام الإنترنت تزداد إلى 70% تقريبًا بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا.

وأضاف إنه في أقل البلدان نموًا، يستخدم 38% من الشباب شبكة الإنترنت، في حين أن النسبة الإجمالية للأشخاص الذين يستخدمونها، بمن فيهم الشباب، تبلغ 19%، متابعًا: وفي البلدان المتقدمة، يستخدم جميع الشباب تقريبًا الإنترنت، بينما توجد أعلى نسبة للشباب مقارنةً بإجمالي السكان في آسيا والمحيط الهادئ.

عقبات رئيسية

وأشار تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات إلى أنه بين عامي 2015 و2020، تضاعفت تغطية شبكة الجيل الرابع 4G على الصعيد العالمي، وستتحقق تغطية ما يقرب من 85% من سكان العالم بشبكة الجيل الرابع بحلول نهاية هذا العام 2020، مستطردًا: ومع ذلك، يتباطأ النمو السنوي تدريجيًا منذ 2017، ولا تزيد التغطية في 2020 إلا بمقدار 1,3 نقطة مئوية عن عام 2019.

وتابع: وبالإضافة إلى نشر البنية التحتية، لا تزال الفجوة الرقمية بين الجنسين، والافتقار إلى المهارات الرقمية، والقدرة على تحمّل التكاليف، تشكّل عقبات رئيسية أمام المشاركة المجدية في المجتمع الرقمي، لا سيما في العالم النامي، حيث لا تزال خدمات المهاتفة المتنقلة والنفاذ إلى الإنترنت باهظة التكلفة بالنسبة إلى الكثيرين.