د. خليفة الملحم يكتب :

لم أتعود أن أطلق أحكاما مستعجلة على المسابقات ومنافساتها، ولذا أرى أن الحكم على ما يجري في دورينا بعد مرور 6 جولات فقط مبكر جدا، ولا يستدعي الجزم بمَنْ سيكون على قمة الجدول، ومَنْ سيكون في قاعه، وبرغم أن المثل يقول (ليالي العيد تبان من عصاريها) إلا أن الموسم طويل، وتغيراته وتبدلاته قد لا تخطر على البال!

‏هناك شبه إجماع أن الشباب سيكون أحد المنافسين الأقوياء في هذا الموسم، وقد أشاطر هؤلاء الرأي، ولكني لا أجد في الشباب فريقا ذا نفس طويل قادرا على أن يحقق بطولة الدوري هذا العام برغم أن الفوز يجلب الفوز، ولكن الوضع الفني لنادي الشباب ومدربه ليس بتلك الجودة، التي من الممكن أن تمنحهم بطولة الدوري، ومع ذلك فالأيام كفيلة بكشف قدرة الشباب على الاستمرار في المنافسة من عدمها وأردد بدري جدا!

‏الأهلي يبدو لغزا محيرا، فهو يجيد في الشق الهجومي وغالبا يتقدم بنتيجة مريحة في البداية، ولكن يؤخذ عليه تخاذله في النهاية، وبرغم أنه تخلص من ورطة العين، ‫ثم من ورطة الفيصلي إلا أنه لم يستوعب الدرس ليقع في فخ ضمك بعد أن كان متقدما بثلاثية ليجد نفسه متأخرا في النهاية برباعية واضعا أكثر من علامة استفهام على مدافعيه وحارس مرماه المميز، فدخول ثلاثة أهداف من كرات رأسية في أقل من ربع ساعة كبيرة في حق العويس، الذي وقف متفرجا ولم يحرك ساكنا، وبمثل هذا الضعف الخلفي سيكون من الصعب على الأهلي الاستمرار في المنافسة إلا إذا تلاحق نفسه ورمم صفوفه، فالوقت لا يزال «بدري جدا»!

الاتحاد ظهر بشكل مغاير عن الموسمين الفائتين، ولكن الأهم ألا يرتفع سقف جماهيره، ‏ولا أن ‏تطالبه بتحقيق البطولات والإنجازات، فالفريق الاتحادي في مرحلة إعادة البناء واستعادة الثقة، ومن الممكن خلال موسمين أو ثلاثة أن يكون فريقا منافسا قادرا على نيل البطولات، ولديه فرصة كبيرة في الظفر ببطولة العرب هذا الموسم بمعية شقيقه الشباب، وإذا ما قدر لأحدهما ذلك، فإنه سيكون موسما ناجحا بكل المقاييس، وشخصيا استبعد الاتحاد من المنافسة على بطولة الدوري هذا الموسم حتى لو ناقضت نفسي في حكمي البدري جدا!

‏بدري جدا الترشيحات، التي تنصب في اتجاه الهلال وتتويجه بطلا للدوري بعد مرور ست جولات فقط، فكما ذكرنا آنفا الموسم طويل، وستتخلله العديد من المطبات والعقبات وعدم ثبوت في المستوى، وربما إصابات، وغير ذلك مما قد يؤثر في شكل المنافسة على بطولة الدوري، ولكن بلا شك فالهلال ثابت وهو مرشح لنيل أي بطولة يخوضها!

الحال النصراوي لا يعجب أحدا حاليا، وسأترك التعليق عليه حاليا، فالشروخ في جسد النصر كبيرة، وسأعاود الحديث عنه بعد الجولة العاشرة حتى يكون بإنصاف وعدل وليس مجرد أحكام مستعجلة ومبكرة!

(بدري جدا) فالمشوار طويل والفائز واحد وهو مَنْ سيتمكن من جمع أكبر عدد من النقاط مع نهاية الجولة 30، أما قبلها فلا يهم!

khalifamulhim@yahoo.com