اليوم - الدمام

وجّهت الصحافة الروسية رسائل تحذيرية لرئيس النظام التركي رجب طيّب أردوغان، لمواقفه المتذبذبة حول شراكته مع موسكو، في وقت ينشد ود الغرب وأمريكا على حساب تلك العلاقة.

وبحسب «أحوال» التركية، أشار الكاتب والمحلل الروسي فلاديمير موخين، في «نيزافيسيمايا غازيتا»، إلى نوايا أردوغان لإخراج روسيا من القوقاز بمساعدة قوات النخبة التركية.

وفيما تواصل موسكو التمسك بموقفها بأنه لن يكون هناك جنود أتراك في كاراباخ، وسيقتصر الوجود التركي على العمل في المركز المشترك لمراقبة نظام وقف إطلاق النار، والذي سيكون موجودًا على أراضي أذربيجان خارج منطقة الصراع، إلا أنّ وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قال مؤخرًا: إن وحدات من القوات البرية التابعة للجيش التركي، ستتوجه إلى هناك.

وقال في المقال، الذي نشرته أيضًا بالعربية «روسيا اليوم»: إنّ أنقرة تبدأ بالضغط على روسيا في منطقة النزاع لإنشاء مركز مراقبة مشترك، حيث قالت باكو «إن عسكريين أتراكًا باشروا عملهم في كاراباخ كخبراء متفجرات».

الفريق يوري نيتكاتشيف، الذي شغل سابقًا منصب نائب قائد مجموعة القوات الروسية في القوقاز، قال «حيثما يكون هناك مشاة، يمكن لقوات النخبة الخاصة أن تدخل، ويمكن أن تلعب دورًا في زعزعة استقرار الوضع وحلّ القضايا السياسية في المنطقة الانفصالية، الآن، يتلقى علييف، في باكو، الدعم بشكل غير مُعلن من القوات الخاصة التركية».

وهو يُحذّر أيضًا من أنّ هدف أنقرة هو إزاحة موسكو من غوروني كارباخ ومنطقة القوقاز بأكملها «يمكن القيام بذلك بمشاركة قوات العمليات الخاصة التركية، من خلال التخريب وتحريض السكان المحليين ضد قوات حفظ السلام الروسية، وما إلى ذلك».

وذكّر نيتكاتشيف بالمظاهرات التي خرجت في أذربيجان ضد روسيا قبل اندلاع حرب كاراباخ، التي رفع فيها السكان الأعلام التركية مع الأذربيجانية.

وتحت عنوان «أردوغان يدير لعبة خبيثة مع الكرملين محاولًا الجلوس على كرسيين معًا»، حذّرت صوفيا ساتشيفكو، في «سفوبودنايا بريسا»، من استغلال أردوغان حاجة الغرب إلى الدور التركي.

واعتبرت الكاتبة أنّ الولايات المتحدة، تأمل أن تفهم تركيا أنها ارتكبت خطأ بشراء منظومة إس-400 الروسية، وأن تعيد النظر في موقفها، وفق ما جاء بإحاطة قدمتها الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الناتو، كاي بيلي هاتشيسون.

ويبدو أن تركيا ليست ضد تحسين العلاقات مع كل من الولايات المتحدة وشركائها في الناتو.

وفي الصدد، يرى الأستاذ المساعد في الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية الروسية، وكبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير أفاتكوف، أن تركيا تحاول استخدام موقعها الجيوسياسي، والجلوس على كرسيين، وتتفاعل مع كل من الغرب والشرق، وتقوّي نفسها كمحور، يوحّد الشمال والجنوب، والغرب والشرق.

وبرأيه، فإنّ الغرب يحتاج إما إلى تركيا قوية قادرة على الضغط على فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي (أوكرانيا وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى)، أو إضعافها كجزء من الفوضى، وسوف تستخدم واشنطن، أنقرة أيضًا للضغط على مناطق أخرى، في الشرقين الأدنى والأوسط وحتى الاتحاد الأوروبي.