محمد دوجان

يقول ابن عدوان: جعل الله ما يكتبه في موازين رجائح الملك الأيمن الذي على كتفه يكتب بكل خير.

يستديم دائما في حياة السكك التعليمية والحقول التربوية نظائر المبصرين وشمولية العارفين وأقلام الكاتبين ورزائن الراجحين في فلسفة الأولين والآخرين والمتقدمين والمتأخرين في السلف والخلف.

قد تتفرق المواهب وتتعدد الهوايات وتتميز الأقلام بما تنضح وتجف الصحف بما عليها ولكن؟

هنالك مسارات بالفطرة والهواية؟

فمن كانت هوايته في الصغر جمع الطوابع من الصعب أن تراه اليوم في مضامين كرة القدم وهي اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم.

ومن تجد شغفه حب القراءة من الصعب أن تجده يحمل صقرا جارحا على كفه!

الاستغراب المستمر في حياة المرء عندما يأتي إلى مهنة أو هواية ويدعي أنه من عشاقها وهو عكس ذلك فهذه لا أعلم ماذا أسميها!

فعلى سبيل القراءة والكتابة، لن تصبح كاتبا جيدا حتى تصبح قارئا جيدا وحتى لو كنت قارئا جيدا وكاتبا مبدعا إن لم تكن الهواية حاضرة فلن تستيقن بل سوف تعيش في ملل.

فالشعر هواية أهله، عندما يسير القلم على ستائر «البوك» كما يقول عامة الناس، ولك في مثل ذلك كم سمعنا بداية بيت الشعر المشهور [سر يا قلم] (؟)

العجب عندما تجد من يعشق رياضة السيارات وتجده في رياضة الدراجات (السيكل أو القاري)، وكذلك من يتسم لوصف نفسه بلقب ليس له أي صلة به (إعلامي كاتب) فكل ما ذكر يتطلب مضامين حية تكون بوسيلة أو بهواية فإن لم تجد الوسيلة والهواية كيف تريد الرغبة والوسيلة والغاية (؟).

كمدرس التاريخ ولا يعرف بالتاريخ شيئا وكذلك مدرس الجغرافيا ولا يعرف عدد الدول العربية والإسلامية (؟)

أم معلم لغة القرآن الذي لا يتقن التجويد والإتقان وكذلك معلم الدين الذي لا يفرق بين الحديث والتفسير.

وقس على ذلك كثيرا من البشر.

في بداية حياتي عشقت كرة القدم كثيرا وكنت أحد الذين يحرصون على جلب الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية والشهرية ولكن شغف الحب لدي توجه إلى الكرة الطائرة وذلك نظرا لأن العشق في الهواية وليس في التقليد أو التعمد إلى جعل ما لديك بإدراك ما يغدو عليك في سبيل التظاهر بشيء ليس لك به أي صلة (!)

فمن يكتشف هوايته بعد الأربعين ترى ما هذه الهواية (!)

هل هي اكتشاف متأخر (؟)

أم مراهقة متأخرة أم (غيرة) متأخرة (!)

يمكن أن تجد البعض في جميع المحافل في الإبل والصقور والفروسية والغنم والكتابة والقراءة وكرة القدم وفي العقار والسمسرة وحتى في (تطيير الحمام) وفي حالات الولادة.

قبل عدة سنوات امتلأت الساحة بالشعراء على أثر برنامج في إحدى القنوات وفي ظل ظهور الثورة الإلكترونية وقوة الإنترنت والجهاز المحمول (لاب توب) توجه الجميع إلى المنتديات والساحات التي تدعي تنوع ثقافاتها في مواقع الإنترنت في تلك الفترة.

وبعدها توجه الكثير إلى ساحة الإعلام والصحافة والنقد (!)

بالإضافة إلى كثير من الهوايات الأخرى.

والهوس الحالي في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي الذي يهيمن على كثير من الناس هوس «الشهرة» وهوس «تعرفني أنا مشهور» أسوي لك إعلان في ظل أن الآخر يقوم بتصفية الحسابات بألفاظ دنيئة هي ديدنه من خلال معرف وهمي مع الأسف.

الهواية فن وفطرة تعيش مع المرء حيث تلازم وطأة الإنسان في حله وترحاله وفي فترات معينة.

أستغرب كثيرا من الناس في القيام باستخدام ثياب ليست له وهي إما أكبر من مقاسهم أو أصغر (!)

فيرتدونها وذلك على سبيل هواية.

البعض ما زال يتخبط يمينا وشمالا باحثا عن الهواية ولكن؟

مع الأسف (!)

لم يجد الهواية المناسبة له.

الهواية فن وذوق وموهبة من الله سبحانه.

كهواية من أحب السباحة ولكن الماء لم يعلم أن صاحبنا عاشق للسباحة فغرق.

على أكناف المقال التي تقرأه نلتقي بإذن الماجد العظيم في المرة القادمة.

Abo-sanjar@hotmail.com