صالح بن حنيتم

دخل الزميل أبو محمد لسوق الخضار مساء الخميس الماضي، وكعادته يبحث عن بائع سعودي من باب تشجيع شباب الوطن والمواطنة، يقول من الهدوء في ذلك (المساء) لو رميت إبرة لسمعت صوتها، وعندما سأل البائع السعودي الوحيد عن سبب غياب أصحاب المحلات، قال يبدو أن الأمانة مع الجوازات قادمين للسوق ولديهم خبر مسبق!! اترك لكم التعليق.

يبدو أن سيطرة العمالة الوافدة على أسواق الخضار والفواكه في جميع المناطق مزمنة ومستعصية رغم وجود قرار واضح بتوطينه من أجل توفير فرص العمل للشباب سعيا لتحقيق رؤية 2030، من الطبيعي أن يسيطر الوافدون على هذا المنجم المتمثل في سلة الغذاء، التي يحتاجها كل بيت وأهم طرق السيطرة لتطفيش ابن البلد الاستعانة بمساعدة ابن البلد نفسه، وأصبحت أغلب أسواق الخضار والفواكه في بلدنا تدار بأيادٍ وافدة من خلف (الكراتين) أو من خلف الكواليس، وتفسر هذه السيطرة إما غياب الرقابة الرسمية أو عدم خوف العمالة من القانون أو التخفي وراء مواطن متستر ومستهتر عن طريق استئجار عدد من المحلات في السوق واحتكارها، ومن ثم تسليمها للعمالة وربما كل ما تم ذكره!

هناك معاناة لا تقل أهمية عما يدور داخل السوق، حيث تبدأ رحلة المعاناة مع أصحاب المزارع من المواطنين مع الحراج خارجه، أنقل لكم القصة كما رواها لي صاحب مزرعة بنفسه كمثال حي، حول معاناته مع الحراج في سوق الخضار، يقول إذا تم الحراج على صندوق (فلينة) الكوسة أو الطماطم وغيرهما بريالين، بينما يباع الكيلو منها في (السوبر ماركت) بخمسة ريالات أو أكثر، أين الربح ومَنْ المستفيد في (قتل) أو تركيع الأسعار؟

فبالإضافة إلى الآثار الاقتصادية نتيجة احتكار السوق من قبل العمالة، هناك الآثار الصحية فأغلب الوافدين يستخدمون مبيدات ضارة بالصحة وربما غير مرخصة وبكميات هائلة في المزارع، وفيما يلي مثال حي حول الغش والتلاعب في البيع، يقول أحد الشباب، كان يشتري البرتقال من نفس المورد، الذي يشتري منه جاره الآسيوي بقيمة 20 ريالا للكرتون، ولاحظ السعودي أن الوافد يبيع الكرتون برأس ماله.. فكيف يربح، اكتشف فيما بعد أن ذلك العامل يأخذ 4-5 حبات برتقال من كل كرتون ليحصل على كرتون إضافي في كل 7-8 كراتين تقريبا، ويمتد ضرر العمالة على صحة المستهلك، فهذا الوافد يبيع لجماعته (ربعه)، الذين يعملون في المطاعم والبوفيهات والبقالات ما تبقى من البضاعة الفاسدة بأسعار زهيدة.

من الصعوبات، التي تعيق السعودة في أسواق الخضار وغيرها التستر التجاري، الذي هو أساس كل بلاء، والعقبة الأكبر في فشل التوطين عامة وفي أسواق الخضار والفواكه خاصة، وعليه يجب القضاء على هذه الظاهرة مع دعواتنا بالتوفيق لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة)، التي أثبتت فاعليتها واكتسبت ثقة ومحبة الراعي والرعية!.

ختاما، أتمنى ألا يفهمني أصحاب (شاهي الجمر) وسيارات الأطعمة (food-truck ) غلط، ولكن انتشار مَنْ يبيع شاهي الجمر وسيارات الأطعمة أصبحت شبه موضة وما (تؤكل-عيش) بينما في أسواق الخضار تكمن الفرص، فهل من مشمر عن ساعديه مع طلوع الفجر للبحث عن الرزق، كما قال حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، بورك لأمتي في بكورها، عزيزي الشاب، أطفئ نار (براريدك) وأشعل نار حماسك للدخول في هذا المنجم بدل من الحصول على الفتات والوافد يجني الآلاف، أنت ابن الوطن أولى بخيراته، فهذا النشاط مربح متى ما كان هناك عمل جاد وطموح لديكم يا شباب الوطن.

Saleh_hunaitem@