ترجمة : إسلام فرج

26 مليون أمريكي عاجزون عن توفير طعامهم في ظل الجائحة

سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الضوء على تنامي أزمة الجوع التي تعاني منها الولايات المتحدة.

وبحسب تقرير منشور بالصحيفة، فإن عدد الأمريكيين الذين يعانون الجوع الآن خلال جائحة فيروس كورونا أكثر من أي وقت مضى، بحسب تحليل البيانات الفيدرالية الجديدة.

وأشارت إلى أن تفاقم الأزمة يعود للتباطؤ الاقتصادي الذي أحكم قبضته على الملايين، إضافة إلى برامج الإغاثة الحكومية التي انتهت صلاحيتها أو ستنتهي في نهاية العام، وأضافت: يقول الخبراء «إنه من المحتمل أن يكون هناك جوع في الولايات المتحدة اليوم أكثر من أي وقت مضى منذ عام 1998، عندما بدأ مكتب الإحصاء في جمع بيانات قابلة للمقارنة حول قدرة الأسر على الحصول على ما يكفي من الطعام».

بيانات «الإحصاء»

وتابعت الصحيفة الأمريكية: وفقًا لبيانات جمعها مكتب الإحصاء في أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر، أفاد واحد من كل 8 أمريكيين أنه في بعض الأحيان أو في كثير من الأحيان لم يكن لديه ما يكفي من الطعام في الأسبوع الماضي، ما يعني معاناة ما يقرب من 26 مليون من البالغين، وهي زيادة أكبر بعدة مرات من الرقم الذي يمكن مقارنته قبل انتشار الوباء، وارتفع هذا الرقم إلى أكثر من 1 من كل 6 بالغين في منازل بها أطفال.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن جيريمي ك.إيفريت، المدير التنفيذي لجمعية بايلور التعاونية للجوع والفقر، قوله: السبب في ذلك الفيروس ورد الفعل الحكومي غير المتوقع.

وأردفت تقول: لم يكن هناك أي مكان آخر شهد زيادة في معدلات الجوع أسوأ من هيوستن، التي تعرضت لضرر بالغ في الصيف عندما اجتاح فيروس كورونا المستشفيات، وتضرر الاقتصاد المحلي بشكل خاص من ضعف أسعار النفط، مما زاد الطين بلة.

وتابعت: أبلغ أكثر من 1 من كل 5 بالغين في هيوستن عن الجوع مؤخرًا، بما في ذلك 3 من كل 10 بالغين في أسر بها أطفال، كان النمو في معدلات الجوع في الأسر ذات الأصول الأسبانية والسود بشكل أقوى من الأسر البيضاء، وهي نتيجة مدمرة لاقتصاد ضعيف جعل الكثير من الناس يحاولون تأمين الغذاء حتى في ظل الظروف الخطرة.

ونوهت الصحيفة بأن الأزمة لم تحظ باهتمام واسع، لدرجة أن الكونغرس ذهب لقضاء عطلة عيد الشكر دون إحراز أي تقدم بشأن صفقة مساعدات جديدة جديدة كاستجابة لظروف الوباء، حتى مع إعلان بنوك الطعام في جميع أنحاء البلاد عن زيادة الطلب مع اقتراب العطلات.

المشكلة منتشرة

ونقل تقرير الصحيفة عن ستايسي دين، التي تركز على سياسة المساعدة الغذائية في مركز أولويات الميزانية والسياسة، قولها: المشكلة منتشرة بشكل لا يصدق، أجزاء كبيرة من أمريكا تقول: إنها لم تستطع توفير الطعام للعائلة، من المخيب للآمال عدم تحقيق اختراق في هذه الأزمة.

ومضت الصحيفة تقول: ارتفعت معدلات الجوع في جميع أنحاء البلاد بعد الإغلاق في أواخر مارس، مما أدى إلى إغلاق أجزاء كبيرة من الاقتصاد الأمريكي. تحسن الوضع إلى حد ما مع إعادة فتح الشركات وتدفق الفوائد من حزمة المساعدات الفيدرالية لمكافحة الأوبئة البالغة 2.2 تريليون دولار إلى جيوب الناس، مع إعانات البطالة المعززة ودعم برامج الغذاء والحوافز للشركات لإبقاء العمال في كشوف المرتبات.

وتابعت: لكن تلك الآثار كانت قصيرة العمر، كان الجزء الأكبر من المساعدات الفيدرالية قد تلاشى بحلول سبتمبر، ويتوقع أن يفقد أكثر من 12 مليون عامل إعانات البطالة قبل نهاية العام إذا لم يمدد الكونغرس البرامج الرئيسية.

وتابعت الصحيفة: لكن الإعانات الأقل سخاء من برامج مساعدة البطالة في الوباء التي أقرها الكونغرس في مارس اختفت بالفعل أو ستختفي قريبًا بالنسبة لملايين الأمريكيين.

وأردفت: حتى البرامج التي وافق الكونغرس على تمديدها تعثرت، تم تجديد برنامج يمنح العائلات مساعدة نقدية إضافية لاستبدال الوجبات المدرسية التي خسرها الطلاب الذين يتعلمون في المنزل لمدة عام في الأول من أكتوبر، لكن المدفوعات تأخرت لأن العديد من الولايات لا تزال بحاجة إلى الحصول على موافقة وزارة الزراعة الأمريكية على خططها، تصل الإعانة إلى حوالي 6 دولارات فقط لكل طالب لكل يوم دراسي فائت، لكن الخبراء يقولون «إن البرنامج كان شريان الحياة للأسر المتعثرة».

مزايا «طارئة»

ونوهت بأن أحد البرامج التي استمرت في تقديم مزايا طارئة موسعة هو برنامج المساعدة الغذائية التكميلية، حيث أصدرت وزارة الزراعة أمرًا طارئًا يسمح للولايات بتزويد المزيد من العائلات بأقصى إعانة وتعليق الحد الزمني للإعانات للشباب العاطلين عن العمل البالغين الذين ليس لديهم أطفال.

ونقل التقرير عن سيليا كول، الرئيسة التنفيذية لشركة تكساس للطعام، التي تدافع عن 21 بنك طعام في الولاية، قولها: بدون مساعدة مستمرة على المستوى الفيدرالي، سنستعد للأسوأ، ولفت إلى أن المدارس أهم مصادر الغذاء للأسر ذات الدخل المنخفض في هيوستن.

ونقل عن بيتي ويجينز، مسؤولة خدمات التغذية في المنطقة التعليمية، قولها: إن برنامج الوجبات المدرسية العادية قبل الوباء تحول إلى توفير الغذاء لأسر بأكملها خارج جدران المدرسة.

وأشارت ويجينز إنها لاحظت وجود وجوه غير مألوفة في خطوط وجباتها من الفقراء الجدد الذين أغلبهم كانوا يعملون في شركات الطيران أو صناعات الطاقة التي سحقها الوباء، ونقلت الصحيفة عن براين غرين، رئيس بنك الطعام في هيوستون قوله: إن القلق الأكبر لبنوك الطعام الآن هو توفير ما يكفي من الطعام. وتابعت الصحيفة: رغم أن برامج الوباء الفيدرالية الأخرى تشتري مئات الملايين من الدولارات من المواد الغذائية وتتبرع بها لبنوك الطعام، لكن غرين قال إنه قلق من مواجهة انهيار في السلع الأساسية في الوقت الذي ينمو فيه الطلب.