آمنة خزعل - الدمام

البيئة الأسرية والألعاب الإلكترونية العنيفة والغيرة أهم أسبابه

«التنمر» سلوك عدواني يمارس من قبل شخص على شخص آخر بقصد إيذائه ومضايقته عن قصد، ويحدث بشكل متكرر، وعادة ما يحدث تنمر الأطفال في المدارس، أي أن يقوم أحد الطلاب بممارسة سلوك سيئ على طالب آخر، أو حتى من قِبل مجموعة من الطلاب على مجموعة أخرى أضعف منها، بقصد الإيذاء إما جسديا أو لفظيا، ما يعمل على زعزعة أمن وكيان الطفل.

عوامل متعددة

وقال المختص الاجتماعي بوحدة الخدمات الإرشادية في القطيف عبدالإله التاروتي: لا يمكننا إرجاع التنمر لعامل واحد فقط، إنما هو يأتي نتيجة عدة عوامل وأسباب قد تكون منفردة، أو تجتمع بشكل أو بآخر، فينتج عنها سلوك عدواني متنمر يقوم به فرد تجاه ضحية يجد فيها ضعفا ملحوظا يستغله ليمارس معه سلوك التنمر، والذي يُقصد منه إلحاق الأذى بالضحية سواء الأذى الجسدي أو النفسي.

وأضاف: من هذه العوامل ما يعود إلى المتنمر نفسه، وذلك من حيث لفت الانتباه لنفسه، أو الظهور بمظهر الزعيم والفتوة، والسيطرة الآتية من عنصر القوة الجسدية مثلا، وتضخم الذات والأنانية، والغيرة من تفوق الآخرين عليه، فيمارس سلوك التنمر كسلوك تعويضي يقاوم به تميز هذا الطالب أو ذاك عليه، وكذلك البيئة الأسرية التي تأخذ حيزا واسعا من مساحة السلوك التنمري الذي يظهر على المتنمر.

مهارات الحياة

واستكمل حديثه قائلا: كذلك البيئة المدرسية عند غياب تعريف الطالب بحقوقه وواجباته؛ وتدريب الطلاب على مهارات الحياة المرتبطة بمهارة توكيد الذات، وطرق حل المشكلات، وغيرها من البرامج الوقائية التي توفرها المدرسة؛ لتكون بيئة سليمة يشعر فيها الطالب بالأمن والاستقرار النفسي، وبأن هناك هيئة إدارية وتعليمية تساعده عند تعرضه لأي سلوك تنمري تجاهه، بالمقابل يدرك المتنمر أن سلوكه مرصود ومتابع بجدية وحزم.

وأشار إلى أن من العوامل المسببة لظاهرة التنمر المدرسي، وسائل الإعلام والألعاب الإلكترونية العنيفة التي تعزز من السلوك العدواني عبر شخصياتها.

وأضاف: للمعلم دور مهم وأساسي في التعامل مع هذه الظاهرة؛ ولعل أهم هذه الأدوار يتمثل في اكتشاف الحالة «الضحية»، وذلك من خلال رصد مساره السلوكي والتحصيلي، فمن خلال المؤشرات والملاحظات التي يرصدها المعلم ربما يكتشف حالة أحد الطلاب «الضحية».

حكم القوي

وبدأ حسين قريش لمة حديثه بمفهوم قديم يوضحه المثل المصري «حكم القوي على الضعيف».

فمن غرائز الإنسان إبداء ما وهب من طاقة وقوة، لكن مع الأسف عندما يعيش هذا الإنسان في بيئة لا تهذب سلوكه تتحول هذه الطاقة إلى سلوك عدائي يسمى التنمر، وهذا ما نلاحظه في المدارس عندما يتنمر أحد الطلاب بالقول أو الفعل على أحد زملائه أو يصل لحد التعدي على معلمه.

وأوضح عدة نقاط للتعامل مع الأطفال المتنمرين، منها: التخاطب معه بحذر وتنبيه أقرانه بعدم المساس به من أي ناحية تثيره، وتعويضه عن البيئة التي يعيش فيها التهميش أو العدوانية ببيئة تحبه وتسامحه حتى إذا أخطأ، وتحويل هذا السلوك إلى نشاط مدرسي فعال، ومخاطبة محيطه ومعرفته معرفة تامة حتى نتمكن من استئصال جذور المشكلة، ونروض ما بداخله من شر إلى الخير الجميل بالكلمة الطيبة وحسن المعاملة والصبر.

إهانة المعلمين

كما بين الأخصائي الاجتماعي بدر الحماد، أن حالات تنمر الطلاب على المعلمين هي: التنمر اللفظي على المعلمين، والذي يشمل الإساءة والإهانة اللفظية والصراخ والتهديد، والتنمر الجسدي والذي يشمل الدفع والضرب والإساءة الجسدية، والتنمر الإلكتروني والذي يشمل إنشاء صفحات أو مجموعات للسخرية من المعلمين، أو تبادل ونشر الإشاعات والصور والفيديوهات التي تسيئ للمعلمين، ويشمل أيضا الاتصالات الهاتفية والرسائل النصية القصيرة والإلكترونية التي تدخل في إطار التنمر، والتنمر الاجتماعي الذي يشمل إطلاق الشائعات أو الافتراءات على الأساتذة من قبل طالب أو أكثر، أو ملاحقة حياة المعلم الشخصية واستغلالها في إهانته وإحراجه، وتنمر أولياء الأمور على المعلمين من خلال التهديد والإهانة والأعمال الانتقامية.