د. عبدالوهاب القحطاني

لقد استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز افتراضيا المشاركين في قمة مجموعة العشرين بكلمة ترحيبية شملت مضامين عديدة ذات أهمية في هذه الظروف الاستثنائية القاسية التي يواجه فيها العالم جائحة فيروس كورونا المستجد الذي أثر في الاقتصاد العالمي في كافة جوانبه. وقد بدأت أعمال الدورة الخامسة عشرة لاجتماعات قمة قادة دول مجموعة العشرين الافتراضية في الرياض يوم السبت 21 نوفمبر.

والمعلوم أن تبعات فيروس كورونا المستجد تعدت الآثار الاقتصادية لتشمل الاجتماعية والسياسية والتكنولوجية والدينية والأخلاقية والتعليمية والنفسية والسلم والسلام العالمي والمخاطر والسيادة الوطنية والتجمعات والترفيه ومعدل الجرائم بما فيها الانتحار الذي نتج عن الاكتئاب والمرض من الفيروس وغيرها من التبعات المؤلمة. هذه الآثار مجتمعة سببت تحولات اجتماعية ذات تأثيرات اقتصادية سلبية تحتاج لإطار اقتصادي فعال يعيد الاقتصاد العالمي إلى المسار الصحيح.

وقد تطرق جلالته للخسائر الاقتصادية التي واجهها العالم فالتكلفة عالية على الاقتصاد العالمي بسبب جائحة وباء كوفيد 19، حيث وصلت التقديرات إلى 16 تريليون دولار أغلبها تكبدها الاقتصاد الأمريكي بصفته أكبر الاقتصادات في العالم. وقد ترتفع التكلفة إلى مستويات أعلى إذا استمرت الجائحة لفترة طويلة. ولم تخل كلمة جلالته من الأرقام التريليونية لدعم اقتصادات دول مجموعة العشرين، حيث أشار جلالته الى 11 تريليون دولار كتكلفة إنقاذ لاقتصادات دول مجموعة العشرين العظمى. ساهمت ولا تزال جائحة كوفيد 19 في ارتفاع معدل البطالة العالمية والركود الاقتصادي وربما الكساد الذي قد يعم العالم في جميع القطاعات الاقتصادية إذا لم يسد التعاون لدعم قطاعات مثل السياحة والترفيه والسفر، حيث تحتاج إلى تحفيز قوي لإعادتها إلى النشاط لأنها تشكل نسبة عالية في الاقتصاد العالمي. وذكر جلالته الصدمة العارمة التي اجتاحت العالم في جوانب كثيرة.

ركز جلالته على دعم الأعمال والأفراد وتنميتهم من خلال الخطط والسياسات المدروسة والاستعانة بالتقنيات والتكنولوجيا لتنفيذها على الوجه المطلوب الذي يتماشى مع القرن الحادي والعشرين. تعد تنمية العنصر البشري، على وجه الخصوص المرأة والكوادر الشابة، أحد محركات النمو الاقتصادي العالمي. المستقبل يحوي الكثير من الفرص الواعدة في ظل اقتصاد عالمي مستقر وبعيد عن التقلبات السياسية والأزمات والكوارث التي لا تساعد على النمو والتكامل.

شدد جلالته على أهمية التعاون بين دول مجموعة العشرين لمواجهة تبعات الصدمة، بل أضاف جلالته أهمية مساعدة الدول النامية لمواجهة الجائحة من خلال تأجيل سداد ديونها، بل وإعفاء الدول الفقيرة من القروض المستحقة. وتحدث جلالته عن الالتزامات لمواجهة الجائحة بما لدى الدول الأعضاء من موارد متاحة تساهم في تسهيل الحياة أمام مواطنيها وكل مقيم على أراضيها. الحقيقة أن المملكة بذلت جهودا حثيثة ومتميزة في مكافحة كوفيد 19على مستوى المواطنين والمقيمين على حد سواء من غير تمييز، بل دعمت القطاع الخاص حتى لا يفقد الموظفون وظائفهم. وقد رصدت الحكومة ميزانية بمليارات الريالات لدعم القطاع الصحي لمواجهة الجائحة بفاعلية وكفاءة.

شمل جلالته في كلمته أهمية التقدم العلمي الذي يرتقي بصحة وحياة الإنسان وتمكينه من حياة كريمة. كان تمكين الإنسان مهماً في كلمة جلالته بالذات المرأة والشباب.

وحث جلالته على أهمية التقدم في إيجاد لقاحات للوباء بأسعار في متناول أيدي سكان الأرض.

لقد حظيت كلمة جلالته باهتمام بالغ في وسائل الإعلام العالمية لما جاء فيها من مضامين ذات أهمية في هذه المرحلة الحرجة والحساسة في الاقتصاد العالمي الذي يواجه وباءً شرساً أدى إلى وفاة نسبة كبيرة من البشر حول العالم.

dr_adulwahhab@