فيصل الظفيري

رغم أنهم لم يحضروا لمملكتنا ولم ننشغل بهم، ومطار وشوارع الرياض لم تزدحم بهم، إلا أن بوصلة قادة دول العشرين ووزرائهم وإعلامهم توجهت إلى الرياض ليقود ملكنا وولي عهده الأمين دول العالم المتقدم لخير الإنسانية جمعاء.

كانت قمة اتفق الجميع على استثنائيتها لظروف انعقادها في ظل جائحة كورونا، لكن قادتنا الاستثنائيين كعادتهم وضعوا الإنسانية قبل كل شيء، فكان الإنسان محور كلماتهم وأفعالهم، فلم يألوا جهدا ولا قولا يخدم الإنسانية إلا ووضعوه منهجا للقمة.

ورئاسة مملكتنا لهذه القمة رغم الظروف الصعبة المحيطة بها إلا أننا نرى بفخر المجد الذي صنعه قادتنا بتعزيز العمل الجماعي بين دول العشرين ليس لخدمتهم فحسب بل لدول العالم أجمع، فقد استطاعت تمثيل العالمين الإسلامي والعربي خير تمثيل وجعل اهتمامات دول العشرين تتجه لدعم العالم النامي.

فاجتماع وزراء الصحة في هذه المجموعة مع منظمة الصحة العالمية لبحث توفير هذا العلاج الفعال لجميع الدول هو نتيجة لجهود قيادتنا. واستطاعت مملكتنا بالتعاون مع دول العشرين توجيه الاهتمام ليس للإنسان فحسب بل للبيئة التي نعيش فيها لتكون أكثر أمانا وسلاما للجميع.

والجائحة كبيرة وأثرها واضح على كثير من الدول فانتبهت مملكتنا لذلك فنادت بالاجتماعات للوزراء المختصين لوضع الحلول الناجعة لتعزيز الاستقرار والأمن الاقتصادي لكثير من دول العالم وليس اتفاق أوبك+ عنا ببعيد، حيث أعادت مملكتنا بإصرارها وثقلها التوازن لأسعار البترول واستفادت من هذا الاتفاق دول كثيرة نامية ومتقدمة.

فالمبادرات النوعية التي أعلنتها قيادتنا حفظها الله لحماية بيئة الإنسان ودعم استخدام الطاقة النظيفة ودعم توفير المياه العذبة وحماية الأرض والشعب المرجانية من تدهورها والعمل على ضمان الأمن الغذائي للعالم أجمع،

جميعها تصب في صالح الإنسان.

وفخرنا كسعوديين برأيي ليس في رئاسة بلادنا لهذه القمة فحسب بل أرى أن فخرنا في أن قيادتنا المباركة لم تدخر جهدا ولا مالا لدعم جهود دول قمة العشرين ليكون العالم أكثر أمانا واستقرارا وليعيش الإنسان في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء بكرامة وتمكين.

والقمة في الرياض أبرزت لنا القدرات السعودية في مختلف الجوانب القيادية والتكنولوجية والإعلامية واستطاع هذا الخليط السعودي العجيب العمل على إنجاح هذه القمة الكبيرة وتميزها رغم الصعاب والتحديات وبعد المسافات بشكل أبهر العالم. واستطاعت بذكائها ربط شعار هذه القمة بتراث مملكتنا مما أعطانا بعدا عالميا آخر جعل العالم ينظر لنا بفخر وإعجاب.

فالصدى الإيجابي الذي تتلقاه قيادتنا بنجاح قيادتها للقمة من مختلف رؤساء دول العالم ومن خلال ما يرصد عبر وسائل الإعلام عن مملكتنا هو دليل واضح على تميز هذه القمة ونجاحها.

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ورفع الله قدرهم كما أعزونا وأكرمونا كمواطنين وجعلوا مملكتنا في مصاف الدول الكبرى، ونثق أننا مع قيادتهم الحكيمة سيتحقق الكثير والكثير ليسعد المواطن والمقيم على هذه الأرض المباركة.

dhfeeri@