صفاء قرة محمد ـ بيروت

قصفت إسرائيل فجر أمس مواقع لما يسمى حرس إيران الثوري وميليشيات حزب الله المتواجدة في سوريا ما أدى لسقوط عدد من القتلى في هذه المواقع بحسب ما ذكرت وسائل إعلام ومراكز حقوقية، وقالت مصادر لـ «اليوم» إن هذه القوات ترفع العلم السوري فوق مواقعها التي استهدفتها إسرائيل أمس وبشكل خاص في مطار دمشق الدولي الذي تتخذ قوات الحرس مقرا لها بالقرب منه، وذكرت مصادر لـ «اليوم» أنه بالإضافة إلى مقتل عدد من جنود الأسد والحرس الثوري، قتل 3 عناصر لحزب الله في هذا الاستهداف الذي قوبل بصمت من جانب الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» اللذين لم يحركا ساكنًا.

إرهاب إيران

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي فادي عاكوم، في تصريح لـ«اليوم»، أن «الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مواقع لنظامي الأسد وطهران في سوريا تندرج في إطار الحرب الشاملة على الإرهاب الإيراني التي تجري حاليًا، وتتصدر هذه الغارات الولايات المتحدة الأمريكية والقوات الإسرائيلية»، موضحًا أن «الهدف الأساسي من هذه الغارات وبغض النظر عما قالته إسرائيل في بيانها بأنها ردة فعل على زراعة عبوات بدائية الصنع، فهي تهدف إلى الحدّ من النفوذ الإيراني في سوريا والحدّ من انتشار فيلق القدس والأذرع التابعة له بدءا من دمشق وصولًا إلى حدود منطقة الجولان، حيث يحاول حزب الله أن يتوغل في هذه المنطقة».

الأسد يغطي

ويضيف عاكوم: «إن حرس إيران يغطي أماكن تواجده ومراكزه العسكرية من خلال تواجد وحدات عسكرية تابعة لنظام الأسد، أي أن في الداخل عناصر الحرس الثوري وترفع الأعلام السورية مع حرس من الجيش السوري للإيهام بأنها مراكز عسكرية سورية وليست إيرانية، بينما الأمر هو العكس، وهذا الأمر منتشر في العديد من المناطق كدمشق وحلب ودير الزور، وصولا إلى الحدود العراقية».

يضيف: «لكن يبدو أن المعلومات الاستخباراتية أصبحت دقيقة جدًا وبإمكانها كشف أي من هذه المراكز العسكرية التي يستعملها الحرس الثوري، ومنها مراكز خاصة بالجنود ومنها مراكز خاصة بتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية، وهناك بعض المصانع الخاصة بالصواريخ القريبة والمتوسطة المدى والتي يجري تصنيعها في سوريا من قبل خبراء من الحرس الثوري الإيراني».

لا تداعيات

ويختم المحلل السياسي: «لن يكون هنالك تداعيات لهذه الغارة على الإطلاق، فهذه ليست الغارة الأولى ولن تكون الأخيرة بل ربما سنشهد في الفترة المقبلة تصعيدًا في الغارات وعمليات أخرى تستهدف هذه المراكز».

وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن أن «طائراته قصفت منشآت تخزين ومجمعات عسكرية وبطاريات صواريخ أرض ـ جو سورية»، موضحًا أنه «في وقت سابق، كشفت قوات الجيش الإسرائيلي عبوات ناسفة بدائية الصنع على الجانب الإسرائيلي من خط ألفا وضعتها خلية سورية بقيادة القوات الإيرانية»، في إشارة إلى منطقة داخل هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

ولفت إلى أن «كشف العبوات الناسفة يوم الثلاثاء دليل واضح آخر على ترسخ إيران في سوريا»، وأضاف أن إسرائيل تُحمل الحكومة السورية المسؤولية عن جميع الأعمال التي ترتكب في سوريا.