د ب أ - موسكو

احتشد الآلاف من الأشخاص في مجموعات كبيرة في مينسك ومدن أخرى أمس للتظاهر ضد رئيس بيلاروس الكسندر لوكاشينكو، فيما وردت تقارير تفيد باعتقال ما لايقل عن 30 شخصًا، حيث قام أفراد من قوات الأمن يرتدون أقنعة الوجه باحتجاز العشرات في المظاهرة الضخمة بالعاصمة مينسك.

وأظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها عبر تطبيق تليجرام للرسائل القصيرة، أفرادًا من الشرطة الذين لا يرتدون الزي الرسمي يستخدمون الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين السلميين في العاصمة مينسك في محاولة لتفريق مسيراتهم.

وجرى مجددًا إغلاق 15 محطة مترو في مينسك من أجل منع الوصول لوسط المدينة. كما تم قطع خدمة الإنترنت، وهو أسلوب تستخدمه السلطات في بيلاروس لقمع الاحتجاجات.

وبالإضافة لذلك، تم تطويق عدة شوارع وميادين، بعضها بالمعدات الثقيلة. وشوهدت في مينسك الكثير من المركبات التي تقل السجناء.

يُذكر أن مينسك تشهد مظاهرات حاشدة كل أسبوع ضد لوكاشينكو منذ إجراء الانتخابات الرئاسية في التاسع من أغسطس الماضي، وصفتها المعارضة والقوى العالمية والمراقبون الدولية بأنها لم تكن حرة أو نزيهة.

ودعت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا، السبت، الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على الشركات التي تدعم ألكسندر لوكاشينكو الذي يحكم البلاد منذ ربع قرن، بعد مقتل رجل يبلغ من العمر 31 عامًا يُزعم أنه تعرّض لاعتداء الأسبوع الماضي.

وزعمت تيخانوفسكايا أن الرجل، رامان باندارينكا، قُتل، وطالبت بإجراء القوى الدولية للتحقيق. وألقت منظمة العفو الدولية باللوم على قوات الأمن البيلاروسية في مقتله.

وتعرّض باندارينكا، الذي تعتبره الحركة الديمقراطية كبطل، لهجوم يوم الأربعاء الماضي، إلا أن ملابسات الواقعة غير واضحة. وفي مينسك، قام المواطنون بوضع أكاليل الزهور وأضاءوا الشموع له خلال تأبينه.

وقالت ماري ستراذرز، مديرة منظمة العفو الدولية في منطقة شرق أوروبا وآسيا الوسطى، «لا شك في أنه تعرّض للضرب على أيدي ضباط قوات الأمن، مثل مئات المحتجين السلميين الآخرين الذين تم الاعتداء عليهم لمجرد التعبير عن رأيهم».

وفرض الاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات على العديد من المسؤولين البيلاروسيين، بمن فيهم لوكاشينكو الذي حكم الجمهورية السوفيتية السابقة لأكثر من ربع قرن، ولا يسمح إلا بالقدر اليسير من المعارضة.