عبدالرحمن الملحم

إذا افترضنا أن الأمور حسمت لصالح المرشح الديمقراطي بايدن فهناك تنتظر الرئيس الجديد ملفات ساخنة على طاولة المكتب البيضاوي ملفات عالقة لم يحسمها ترامب بعد، وهناك ملفات حسمت وانتهت ولكن الرئيس الجديد سيعيد وضعها من جديد، كما صرح بأنه سيعيد الملف النووي الإيراني الذي ألقاه ترامب، مشاكل دول عظمى يتغير التعامل معها من رئيس إلى رئيس ولكن المهم بالنسبة لنا نحن مواطني دول مجلس التعاون هل بايدن سيكون نسخة من أوباما الذي فشل فشلا ذريعا مع وزيرة خارجيته عجوز الغرب هيلاري كلينتون بعد أن حاول الالتفاف مع إيران وجماعة الإخوان أم سيكون بايدن شخصية أخرى تهمها مصالح الولايات المتحدة مع حلفائها العرب ودول مجلس التعاون ضد إيران وجماعة الإخوان، رغم أننا في المملكة العربية السعودية لا يهمنا من سيأتي سواء كان بايدن أم ترامب فعلاقتنا مع الولايات المتحدة وليس مع من يرأس الولايات المتحدة وكما قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد يحفظه الله المملكة قوية وراسخة منذ أكثر من ٣٠٠ سنة ولا نخشى من يكون، نعم نحن لا يهمنا من هو الرئيس بقدر ما يهمنا استمرار العلاقات المتينة التي تربط بين البلدين منذ تأسيس هذا الصرح الشامخ على يد المغفور الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ومنذ تاريخ ١٩٤٥ أول اجتماع تاريخي جمع بين المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله والرئيس روزفلت على ظهر السفينة إس إس كوينسي، وإلى اليوم والعلاقات الإستراتيجية بين البلدين تزداد نموا وازدهارا بما يخدم مصالح الشعبين السعودي والأمريكي، والمملكة العربية السعودية لها مع الولايات المتحدة الأمريكية مصالح لها جذور تختلف عن أي دولة في العالم وإذا رجعنا إلى الوراء نجد أن أول بعثة أمريكية حطت على الأراضي السعودية كانت في ٢٩ مايو سنة ١٩٣٣ وهي سنة وصول البعثة الأمريكية إلى الظهران بالمنطقة الشرقية للتنقيب عن النفط، حيث حصلت شركة استاندرد اويل اوف كاليفورنيا على رخصة وقعها الملك عبدالعزيز في ٨ نوفمبر من نفس السنة تمنح الشركة حق التنقيب عن النفط، ومنذ ذلك التاريخ والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بينهما مصالح اقتصادية عظمى، وأعتقد أن الرئيس بايدن يدرك أهمية المملكة كحليف إستراتيجي كبير اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وعسكريا والمملكة اليوم عامل مؤثر في اقتصاد العالم، ما نأمله أن تكون السنوات الأربع القادمة مع من كان، يرتقي فيها الرئيس القادم إلى الإصلاحات وإلى النمو ودحر الإرهاب ومصنعيه ومن هم وراء انتشاره.