صالح بن حنيتم

كنت سأجعل مقال هذا الأسبوع عن سباق الفورميلا -1، وبعد صدور نظام المرور بمخالفة مَنْ يتعدى الخطوط والمسارات عدلت عن مسار سباق الفورميلا العالمي للحديث عن سباق الفورميلا المحلي القاتل!

‏هناك مَنْ سيأخذه العنوان إلى تلك الحكمة، التي اشتهر بها إخواننا المصريون «امش عدل يحتار عدوك فيك!»، وهذا المثل جميل، وينطبق على مسارات كل شارع وعند كل إشارة!! ولأنني استبدلت مفردة «عدو» بالمرور ربما يتساءل البعض: وهل المرور عدو!؟

الجواب نعم. المرور عدو عند مَنْ يكره الانضباط، عدو عند مَنْ اعتاد أن يتنقل بين المسارات وبسرعات جنونية معرض حياته وحياة الآخرين للخطر، عدو عند مَنْ يجهل الأهداف النبيلة خلف كل نظام، وأخيرا عدو عند مَنْ أصبح مثل الببغاء يردد ما يتناقله أعداء الانضباط والنظام على أن ما يقوم به المرور من خلال نظام «تحكم» عبارة عن طريقة جديدة للجباية، والرد على أصحاب هذا الفكر والمعتقد السلبي المثل أعلاه.

‏ من السهل «نمشي عدِل» عندما نقود المركبة متقيدين بالسرعة مع ربط حزام الأمان، وعدم استخدام الجوال أثناء القيادة، وعدم التعدي على الآخرين في المسارات، لن يستطيع المرور أن يأخذ من جيوبنا «هللة» واحدة رغم أعداد الكاميرات وصناديق الرادارات المنتشرة على طول الطريق.

سنسمع مَنْ يتذمر من هذا النظام الجديد بحجة أن خطوط المسارات عند المخارج والمداخل غير واضحة، ومَنْ يعترض على المخالفة إذا تمت مخالفته بحجة غياب المسارات أو عدم وضوحها، بالعقل يا أهل العقول عندما يكون عرض مخارج الطرق ومداخلها مصمما لاستيعاب مسار واحد ثم يأتي سائق متجاوز كل مَنْ سبقه من عباد الله في المسار للخروج من الخط أو الدخول إليه، وعند مخالفته يتحجج بعدم وجود خطوط في المسار، أين المنطق في الاحتجاج!؟

ونتمنى من إدارات المرور التعاون وتوضيح المسارات وإغلاق الباب على أهل الاحتجاجات، ومَنْ لديه اعتراض من حقه أن يعترض، فالجميل في الأنظمة المرورية الجديدة أنها توثق كل مخالفة، فهناك دقة في تسجيل المخالفات بحيث يستطيع السائق المعترض أن يشاهد مكان ووقت المخالفة بكل وضوح في حالة الاعتراض، عزيزي كما أن هناك تقنية «VAR» في الملاعب هناك نفس التقنية تقريبا! وعلى فكرة هناك مَنْ كسب الاعتراض، وهناك مَنْ خسره.

أعتقد لو عملت دراسة عبارة عن مقارنة حول الوضع المروري قبل عشر سنوات ووضعه الآن مع استشراف المستقبل المروري مع نهاية عام 2030، ستكون دراسة تثلج الصدر لأنها ستنقل لنا بالأرقام كيف كنا وكيف أصبحنا على الطريق.

فلا نتذمر من النظام، الذي يساهم بعد الله في حفظ العنصر البشري «قلب الرؤية»، فنحن نتقدم نحو القمة بكل ثقة وهمة في جميع المجالات، ولن نتقدم كما يجب وشوارعنا عبارة عن حلبات موت... فهل نرسم لوحات من الحب والاحترام والصبر والانضباط في شوارعنا لزوارنا، فبلدنا الآن مفتوحة على مصراعيها للعالم، فلا نصدمهم من خلال تصرفات بعض المتهورين «تكفون».

مثال، عندما نزور أي بلد في العالم نحكم على رقيه من عدمه من خلال الحركة المرورية أي تصرفات السائقين في الشارع..

فهل نكون عوامل بناء في عيون الآخرين من خلال تصرفاتنا الراقية على شوارعنا... لتصبح واحات للسلام بدل أن تكون حلبات موت!؟

‏Saleh_hunaitem@