جمانة فهد - الخبر

يسعى الإنسان دائما لفهم ذاته، ولا يتأتى ذلك له إلا بإدراكه ارتباط الذات بزاوية معينة، أو بحدود يعرف بها نفسه، فذلك هو بداية فهم المرء لذاته واحتياجاتها، فيبدأ تغذيتها بإحاطة نفسه بأشخاص، ومقالات، وكتب، وغيرها من الدوافع التي تشبع هذه الاحتياجات، فمَنْ يعرف ذاته، يكون واعيا بها، والوعي مصطلح يعبر عن حالة عقلية تحدث من خلالها ردة فعل للمحيطات الخارجية، التي تلم بالمرء.

كما أن الابتعاد عن العالم الخارجي، ولو كان جزئيا حقيقيا، قد يكشف جانبا بالذات كانت أبعاده منزوية لم تكشفها خلوة ما، أو وعي باحتياجات الذات.

والملاحظ أنه بمتابعة الأشخاص، الذين لديهم نفس اهتماماتنا وتوجهاتنا، نجد أنهم إن لم يكونوا قادرين على إجابة أسئلة كثيرة كما نرغب، فإنهم على الأقل سوف يفتحون لعقولنا آفاقا كثيرة، تحفز اهتماماتنا على التقدم، والاستطلاع لنفس الموضوع، ولكن من زوايا أخرى، فالاكتفاء بالاهتمام بسطح الأشياء يحرمنا من الدهشة، التي من شأنها أن تجعلنا متقدمين مستمرين بما نعمل.

والأهداف المؤجلة لا تأتي أبدا، ولذلك «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد»، ولا أهداف اليوم، ولا التساؤلات الأولى، ولا الخطوات القادمة، بل ابحث لتستقيم، واستقم لتستمر. ولتحفيز نفسك لتحقيق الأهداف، اجعلها أهدافا ذكية، محفزة، واعمل على كتابتها دائما، ولا تبقها حبيسة في داخلك، ولازم أهدافك أينما كانت وأينما تصل.

وأوضح الممثل محمد علي أن المشاهد التمثيلية، التي كانت تطرحها المدرسة كنشاط في الاحتفالات الختامية، هي من أوائل الأسباب، التي لفتت انتباهه لفن التمثيل، فالتعليمات التي كان يطلقها مسؤول النشاط والحركات التعليمية، كان فيها ما يثير الدهشة أكثر من غيرها من الأنشطة، فعندما يخطئ أحدهم في موضع ما، لا يقال له أخطأت، وإنما يقال له: لا تخرج عن الشخصية، فما هي «الشخصية»؟ هذا هو التساؤل الأول الذي بحث عن إجابته طويلا.

وأضاف إنه لم تكن هناك في السابق مؤسسات كثيرة تهتم بمجال التمثيل، الأمر الذي جعله يلجأ لقراءة الكتب، والتعلم بالمشاهدة، وحاول أن يحيط نفسه بالعديد من الممثلين منذ صغر سنه.

وأكد أن شغفه بالتمثيل، لم يمنعه من اختيار كلية الهندسة كتخصص جامعي، وإن كان قد عمل على تأجيل الاهتمام بالتمثيل حتى حصوله على الشهادة الجامعية، وحتى الآن قدم ١٨ مسرحية داخل وخارج المملكة، في ظل عمله كمدرب معتمد في عدة جهات حكومية.

وأوضحت المتخصصة بالرسم بالألوان الزيتية ورسم الخيل العربي الرسامة مرام القحطاني أن إحاطتها بالعديد من الرسامين، منهم والدتها التي تمارس المجال ذاته، ساعدها كثيرا على تطوير موهبة الرسم لديها، وكذلك بمتابعة المقاطع التعليمية، التي من شأنها المساعدة في تطوير الرسم، الأمر الذي جعلها تتوجه للتدريب، وإقامة دورات في رسم البورتريه، والطبيعة الصامتة، والخيل العربي.

وأضافت: إن شغفها بالرسم هو شرح للحالة الشعورية، وتفريغ للرغبات الكامنة بداخلها، من خلال شعورها بالإنجاز بعد الانتهاء من الرسم على اللوحة.

ولا يوجد سر كامن خلف نجاح شخصية دون غيرها، أو تفوق طالب دون غيره، أو تقدم هدف دون غيره، بل توجد أهداف تتفوق جودة مفكرها عن غيره، ويوجد طالب يحيط نفسه بالعديد من المحفزات، والأشخاص الذين يعملون على المساعدة في تفوقه بتخصصه، وجميعنا لا نأخذ أكثر من الطاقة التي نضعها على قمة اهتماماتنا، ولن يصل هدفك إلى ما وصل إليه من هم قبلك، وربما قد يتجاوزهم أيضا، إن عملت على إحاطة الهدف بما يشبع احتياجاته.