علي بطيح العمري

الكون والطبيعة والحياة تتجدد.. البحر يتجدد بالمد والجزر، والليل والنهار يتجددان بطول الساعات وقصرها.. الأنهار تجدد بكثرة مياهها في أوقات الأمطار.. الأرض تتجدد عبر الفصول الأربعة فأجواؤها ما بين حر لاهب وبرد قارس وأجواء معتدلة.. القمر يتجدد يبدأ هلالا ثم يكتمل بدرا، ثم يعود كالعرجون القديم. الشمس تتجدد فتغير مكان شروقها وغروبها لهذا في القرآن نجد ثلاثة أوصاف للشمس.. قال الله تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ).. وفي آية أخرى: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ).. وفي الآية الثالثة: (فلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ).. حياة الإنسان تتجدد إذ تمر بالطفولة والشباب والرجولة والنضج ثم يبدأ الترهل فيفقد الإنسان قوته ليصل إلى مرحلة أرذل العمر.

تشريعات الإسلام اتسقت مع حركة التغيير والتجديد.. ففي الصلوات هناك صلوات جهرية وسرية، هناك صلاة في الليل وأخرى في النهار.. وحتى في الركعات تجد صلاة رباعية وصلاة ثنائية.. وهناك اجتماع أسبوعي يتحقق بصلاة الجمعة وسنوي يتحقق بصلاتي العيدين.

هناك أشياء يمكن سلكها لتجديد الحياة..

جرب إضافة طاعة.. جرب أداء طاعة معينة بطرق مختلفة.. أطل الصلاة إن اعتدت على تخفيفها.. اقرأ أكثر في صلاتك إن كنت ممن يقرأ السور القصار.. جدد في أدعية الاستفتاح والركوع. والسجود.. غير طريق دوامك المتكرر إن كان هناك طرق لبلوغه.. غير نمط عملك وأضف أشياء جديدة.. جدد هواياتك.. اقرأ فالقراءة غذاء للفكر والعقل.

أن تجدد حياتك يعني أن تتخلص من الملل وتبتعد عن الروتين... عندما تمر بالضيق والرتابة يجب أن تبحث عن أسبابها لتعالجها وأن تجدد حياتك بأمور من شأنها أن تشعل وهج الحياة في داخلك لتحس بطعم الحياة من جديد.. نحن مأمورون بالعمل للآخرة لكن لا يعني إهمال الدنيا (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً).

وللطيب برنارد شو: «التقدم لا يأتي بدون تغيير، والعاجزون عن تغيير طريقة تفكيرهم لن يغيروا أي شيء».. فلنكن متفائلين ونبحث عما بداخلنا من مواطن القوة لإشعالها ولنثق أن مع كل شدة فرجا ومع كل عسر يسرا.

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

كل شيء في هذه الحياة يحتاج إلى تجديد أو تغيير وأحياناً إزالة!

ولكم تحياااااتي

تويتر: @alomary2008