د. شلاش الضبعان يكتب:

ذكر البهاء العاملي في كتابه الكشكول: سئل محمد بن سيرين عن الرجل يقرأ عليه القرآن فيصعق، فقال: ميعاد بيننا وبينه أن يجلس على حائط ثم يقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره فإن سقط فهو كما قال.

الإمام محمد بن سيرين قدم اختبارا لكشف كذب ممثل التعبد والخشوع، وهم متواجدون في كل زمان ومكان، فهناك من يظهر التدين بينما هو أبعد الناس عنه، بل وقد يخدع بذلك.

وليس التمثيل خاصا بالتدين بل هناك تمثيل خصوصا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في كل مجال من المجالات تقريبا!

هناك من يمثل في العلم والثقافة، وينظر في الفكر بينما آخر قراءاته كانت قبل ظهور الآيفون، وهناك من ينظر في التربية بينما هو من أسوأ الناس إهمالا لبيته! وعلى ذلك فقس!

هل نطالب بأن يكشف كل من عنده خطأ أخطاءه -كما يفعل البعض- لكيلا يقال عنه ممثل؟!

أبدا، بل نسأل الله الستر، وما منا إلا ولديه ضعف حتى فيما ينظر فيه وقد قال الإمام سعيد بن جبير: لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء، ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر، ولكن ليست الأمور إما تمثيل أو فضح للعيوب، بل هناك وسط، اعتراف بالتقصير وبذل وعطاء مع سعي لتعديل الأخطاء.

ونتمنى ألا يغيب العقلاء حتى لا يسيطر الممثلون!

في الحديث الشريف يقول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه، حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه، ثم ألقي في النار»

shlash2020@