نهى رضوان خياط

في الغالب يرتبط لدينا تعريف الذكاء ووصف الشخص بالذكاء في القدرة على فهم وحل المسائل المعقدة. ولكن هل صادفت يوماً شخصاً لدية قدرة عالية في حل المسائل المعقدة ولدية ذكاء بالمفهوم المتعارف عليه ولكنه غير ناجح في بيئة العمل؟ هل تساءلت لماذا؟ وكيف؟ يعود السبب إلى ما يمسى بالذكاء العاطفي. الذكاء بمفهوم مختلف.. والذي بدأ مؤخراً بجذب انتباه أصحاب المنظمات لما يعود عليها من تحسين فعالية وأداة الموظفين.

يعرف الذكاء العاطفي بالقدرة على إصدار أحكام دقيقة على المشاعر واستخدام هذه المعرفة لتحسين جودة تفكير المرء. الذكاء العاطفي القدرة على التعرف على عواطفنا وتنظيمها، والتأثير على مشاعر الآخرين، وتسهيل الأداء. يشير الذكاء العاطفي إلى مجموعة من القدرات المتعلقة بالجانب العاطفي أو الشعور من الحياة وبالتحديد في أربعة أنواع من القدرات وهي: قدرة الفرد على فهم مشاعره والتعبير عنها. قدرة الفرد على إدراك وفهم مشاعر الآخرين. قدرة الفرد على تنظيم المشاعر وضبطها. القدرة على استخدام المشاعر من خلال توجيهها نحو الأنشطة البناءة وتحسين الأداء.

ما تأثير الذكاء العاطفي على بيئة العمل؟ والى أي درجة ممكن أن يكون مؤثراً؟

الذكاء العاطفي ينتج بيئة عمل فعالة ومستقرة، إذ يخلق نمطاً من العلاقات الإيجابية بين الموظفين أنفسهم وبين مديريهم. يعود ذلك لارتباطه بقدرة الفرد على التكيف الاجتماعي والمخالطة الاجتماعية وعلى قدرته بالتحكم وضبط انفعالاته التي قد تعود بشكل سلبي على الموظفين وبيئة العمل بشكل عام.

يذكر الكاتب دانيل جولمان في كتابه (الذكاء العاطفي وسبب كونه أكثر أهمية من حاصل الذكاء) أن الذكاء العاطفي قد يكون في نفس الأهمية أو أكثر أهمية من الذكاء المنطقي. وذكر أن العملاء يميلون في العادة لإنفاق ٢٣٪ أكثر إذا تم استخدام تقنيات الذكاء العاطفي.

تكمن أهمية الذكاء العاطفي في تنظيمه للعلاقات بين الموظفين بعضهم لبعض وبين مديريهم وبالتحديد عن اندماجه مع الذكاء المنطقي والعملي. الوعي الذاتي بالمشاعر والانفعالات وتحليلها وضبطها قد يمكن الأشخاص والمنظمات من رفع مستوى الأداء العام ورفع كفاءة المنظمة ورضا الموظفين والعملاء. الذكاء العاطفي هو مهارة يمكن اكتسابها ويمكن للمنظمة تدريب الموظفين عليها وخلق بيئة فعالة.