خالد السعيدي

يقال: إن أفضل طريق للخروج من الأزمة هو اجتيازها. وأعتقد أنها الطريقة الأفضل، لأنني لا أجد أفضل منها، فالاستسلام يعني مضيعة للوقت فقط. إذا كنت تريد البحث عن إبرة في كومة قش، ابحث، قد تكون الطريقة الوحيدة التي تتاح أمامك، لا تهدرها ولا تتراخى ولا تتراجع إلى الخلف، قد تكون هذه الطريقة الصحيحة حتى ولو كانت مرهقة.

قرر عدم الاستسلام والبحث عن جميع الخيارات المتاحة، وتجربتها خيارا تلو آخر، وقتها ستشعر بالحماسة ذاتها، وبأنه بإمكانك أن تجد الخيار المناسب لا محالة.

الشيء الذي يقف بطريقك لن يذهب إلى أي مكان، ولن تتخلص منه بالمعجزات، لكن عليك أن تنظر إليه وإلى تجارب الناس من حولك، الذين بدؤوا بالتغير وكان شعارهم، ليس من أخلاقي التراجع.

الكثير من الناس يعتقدون أن الانتصارات العظيمة التي حققها العظماء جاءت من خلال نفاذ البصيرة، أي أنهم حلوا المشكلة بالعبقرية وحدها. في الحقيقة ما جعل الحل يبرز على السطح هو الضغط البطيء المتكرر من عدة جوانب مختلفة، بالإضافة إلى استبعاد كل الخيارات غير المجدية. عبقريتهم كانت تكمن في وحدة الهدف، ومقاومة الشك، والرغبة في الاستمرار والمواصلة.

بالنسبة لمعظم ما نفعله في الحياة، المهارة ليست هي القضية، فنحن عادة مهرة وعلى دراية بالأمور ولدينا القدرة، لكن هل لدينا القدرة والصبر على تنقيح أفكارنا؟ هل لدينا الطاقة لنطرق عددا كافيا من الأبواب؟ هل لدينا الإصرار على مواجهة مشاكلنا؟

بمجرد أن تبدأ في مواجهة العقبات، فلا تفكر في الاستسلام مطلقا، لأنه لم يعد خيارا. هل نترك طريقا للذهاب إلى آخر قد يكون أكثر فائدة؟ بالتأكيد، لكن هذا يختلف كثيرا عن الاستسلام، لأنك أحيانا قد تشعر بالرغبة في الاستسلام بينما تكون على مقربة من تحقيق هدفك. فكر في هذا المنهج، لا تتسرع، لا تستسلم، لا تقلق، لا تيأس، لا تتوقف فجأة.

@kha9966